قصيدة ماناح الحجيج / للأستاذ المبدع أبو عماد عفيصة

آه ما ناح الحجيج وتضرّعوا

لإله كريم إليه قد هلّلوا

ملؤوا الشّعاب والأباطح كلّها

وعلت حناجرهم إليه تتوسّل

اللّه أكبر حين سعوا لمروة

وتخاطبوا إلى الصّفا وترجّلوا

كم جازوا على المقام  الأعظم

وتعطّروا بحصنه وتذلّلوا

وإلى البيت العتيق تقدّموا

كالموج الهادر عليها تحوقلوا

وعلت أصواتهم تهلّل ربّها

ها قد أتيناك نرجو، نتوسلُ 

ها قد سمعنا نداء نبيّك 

وقلوبنا آوت لبيتك تتحلّل

قد أمسك الرّكن كلّ عاشق 

وبكى حول حوضك يتذلّل

لم تهن الحرارة من عزمه

ونسى لهيبها والعرق يصل

حتّى الحمائم زارت بيتك

وتناغمت بتسابيحها فتحفل

كلّ الحجيج حول بيتك زمر

تبكي ذنوبا أضحت لهم جلل

كلّ الوحوه تعطّرت بعفوك

وبدت كالنّور وضّاء مبجّل

واللّه يدنو من عليائه لهم

يصغي لما قالوا وما فعلوا

والعرش الكريم مزهوّ بضيوفه

 وقد شهدوا لهم بما حملوا

هذي ضيوف الرّحمن قدمت

ترجو الزّيّارة إليك تبتهل

للّه كم يطيب مضاف بيته

وكلّهم إلى المغفرة يأتمل

فجزى الإله مضيفيه تقرّبا

إليه وقد جاؤوا وهلّلوا

جمع كريم في رحاب ربّهم

 من مثلهم بين البريّة رتّلوا

ماتت خلافات الجميع كأنّما

عادت صحائفهم بيض زلل

لو عاد الجمع جسدا واحدا

لأزهر السلام بأرضي قرنفل

فاغفر يا إلهي ما دعاك ملبيّ

واصفح إذا الحجيج تحلّلوا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح