قصيدة رائعة بعنوان معلقة الشام / للشاعر المبدع رياض إسماعيل

معلقة الشام.

الردُّ على معلقة عَمْرو بن كلثوم

====================

الشاعر السوري رياض إسماعيل.

زَغْردي يا هِندُ زَهْواً واسمِْعينا

وانْتَشي يا أمُّ عمرَ واسْكِرينا

ذاكَ عَمْروٌ جاهلٌ ما فوقَ جَهلٍ

فاخَرَ الأعرابَ جَهَّالاً عَلَينا

أيُّ فَخْرٍ يا بنَ كُلثومَ لعُرْبٍ

يَذبَحونَ الطِّفلَ في الشامِ وَسِيَنا

يا بنَ كُلثومَ وَقَد صِرْتُم عَبيداً

وَنـِعـاجـاً صارَ اسمُ العاربينا

دَمَّروا بَغدادَنا ما صَلَّ سَيفٌ

جَـوَّعُوا أطـفـالَـنا وَتَقُرُّ عَينا

وَأبُوكمْ مُطْنِبٌ في مَدْحِهِم

يَحْتَسي كاساتِ خَمْرِ الأندرينا

يَرقُصُ الموتُ على أَعْـتـابِـنا

وَلَــهُ أنـتُمْ خُنوعٌ ساجدينا

أتَرى يا عَمْرُو هَل تَرضى بأمٍّ ؟

تَـصرخُ الآهَ وعُـرْبٌ نـاظـرونا

أتَرى إذْ قُلتَ والراياتُ بِيضٌ

وإذا جِئـنـاكَ حُـمْراً قَد رُوِينا

هَلْ تَرى صَنعاءَنا ــ تَبَّت يَداكُم ــ

حُرِقَت من نارِ حِقْدِ المُتْرَفينا

هَلْ تَرى نَخوتَكُم في قَتْلِهم؟

أيُّ عُرْبٍ!.. ذاكَ غَدْرُ المُجْرِمينا

تَقْتلونَ العُرْبَ في كلِّ بِقاعٍ

في عِراقِ الطُّهْرِ في الشام ابْتُلينا

كَاذبٌ يا عَمرُو مَا كُنتَ غَيُوراً

جَاهِلاً ما فَوقَ جَهلِ الجَّاهلينا

كَاذبٌ يا عَمرُو سَيفٌ عَورَبيٌّ

يَبقُرُ النُسوةَ بالإسلامِ دِيْنَا

؟كَاذبٌ أنتَ ونَسْلٌ عَوربيٍّ

ذُلُّكُم يَفضَحُكمْ مِنْ كَاذِبِينا

أنتَ والعنتَرُ والقَعقاعُ وَهْمٌ

يَتَراءى في عيونِ القارئينا

جُبَناءٌ حِينَ يَغزوكم عَدُوٌّ

وَأَفاعي تَلْسَعون الأقربينا

نَسْلُكَ الجَاهلُ قَد طَلَّ عَلَينا

فَخْرُهُ في الدِّينِ جَهلُ الجاهلينا

لَم يَرَوا في مَكَّةَ أرجَاسَهُم

وَلَيَاليْ البَغيِّ فِي قَبْرِ نَبِينَا

لَم يَرَوا سَارِقَهُم في خِدْرِهِم

يَتَلوَّى في فِراشِ الساكِنـيـنا

وَسُكَارَى الأهلِ في حَضْرَتِهِ

يَتْرَعُونَ الكأسَ إفْكاً مُستَبين

اوإذا مـا قـَامَ مِـن لـِـذَّتـِــهِ

يـَرفـعُ الـرَايـاتِ في دَوْحِ أَبِيْنا

أَمْسُ في مِصرَ يُغنِّي لَحنَهُ

في كُوَيتَ العُرْبِ فَاقَ الحاكمينا

قـَبْلُـهَا عَـمَّـانُ قَـد قَـبَّـلَها

صَـرَخَت آهاً وصَـدْرٌ قَد أُهينا

حَـبِلَـتْ مَـغـرِبـُنَا مـن إِثْمِهِ

تَـوأمٌ أنجَـبَ بِئسَ المُنجِبِينا

وَغَـداً في تونُسَ الخضراءِ عُرسٌ

أيُّ مَـسٍّ مِـن جُـنونٍ يَعترينا؟!!!

يا بنَ كُلثومَ وقَد صِرتَ رَمِيماً

نَسْلُكَ الجاهلُ أدمى مُقلتينا

كَـذِبٌ تـاريخُـكُم مِن أصلهِ

إنـَّنـا صـِدْقـاً نُـنَـبِّيكَ اليـَقينا

فَهنيئاً عُهرُكُم في شِعرِكُم

نَحنُ مِن فِينِيقَ لَسنا عَاربينا

أُمُّـنا عَشْتارُ قَـد زيَّنَـهـا

عَـرشُ قُـدمـوسَ بَـهـاءً وحَنينا

إِنْ صـَرَخْـَنا أيـنَ آدادَ أتـانا

يَعصِفُ الأرضَ هديرُ القادمينا

وإذا نَاديتَ سَرجُونَ مُجيباً

حَمّــورابي عَادلاً في الأوَّلينا

نحنُ في الشامِ شَرِبْنا عِزَّةً

مِن حليبِ البعث حُرَّاً قد لُبينا

يَنطُقُ الطِّفلُ يُناغي أُمَّهُ

أُمَّةٌ عَرَبيَّةٌ فَلْتُرْضِعينا

وَحدةٌ حُرِّيَّةٌ أهدافُنا

واشتراكيٌّ يُحِبُّ الآخرينا

هكذا حافظُ قد عَلَّمَنا

وعلى دربِ البطولاتِ مَشَينا

وبَنَى البعثُ بِلاداً عِزُّها

مَجْدُ آباءٍ وَفَخْرُ السَّابقينا

صَمَدَ البَشَّارُ صَلْباً فَخُرُهُ

شَعْبُهُ الصَّامِدُ لا لا يَسْتَكينا

ثابِتٌ لا يَنْثَني وَشُمُوخُهُ

تاجُ عِزٍّ فَوقَ هامِ العالمَينا

أرضُـنَـا مَا طَاقَتِ الذُلَّ وَلاَ

اُغْمِدَ السَيفُ، وعارٌ ما ارتَضَينا

عـَقَـفَـتْ عُقبـانُـنَا أرجُـلَها

تَرصُـدُ الرِّيحَ وأرضَ الطاهرينا

وأُسودٌ شَحَذَت أنـيـابـَها

تَسْحقُ الصَّخْرَ نِيابُ الرابـضينا

وأباةٌ هَزَموا الموتَ فَصارَ الموتُ

 الموت مَذْعوراً إذا نحنُ اشْتَهينا

نحنُ للمَوتِ خُلِقْنا، إنَّما

نَرْتَقي طُهْراً لِرَبٍ شاهِدِينا

جاهِلٌ يا عَمرو لا تَجْهَلْ عَلَينا

نحنُ نَبْضُ الكَونِ، شامُ الأكرمينا

قَد عَصَرْنا خَمْرَةَ العِشْقِ نَبِيذاً

تَخْلُبُ اللُّبَّ كُؤوسُ الشاربينا

نَتْرَعُ الكَأسَ فَنَصْحُو لِذَّةً

بِكُؤوسٍ رَقَصَتْ بَينَ يَدَينا

يا حُمَيَّا الكأسِ جُودي صَحْوَةً

في تَجَلِّي العَقلِ آلاءً رَأَينا

فاتَّحَدْنا وَوُقُوفاً قَد سَجَدْنا

عِزَّةً أنَّا وَرَبِّ العالَمِينا

هاهُنا الشَّامُ وَغِيْدٌ أَنْجَبَت

نَفَضَت عَنها غُبارَ الوائدينا

خَلَعَت بُرْقُعَها عن وَجْهِها

أُخْتُ طُهْرٍ في خُطوطِ الصامدينا

حَمَلَت رَشَّاشَها في غِبْطَةٍ

وَرَوَت بالدَّمِّ أرضَ الطاهرينا

كُلَّما وارَتْ شَهيداً زَغْرَدَت

نَثَرَت وَرْداً بِرَوضِ النائمينا

أُمَّهاتُ الطُّهْرِ في الشامِ شُمُوخاً

إنْ تَسَلْ: قُلْ ألْفُ خَنَساءٍ لَدَيْنا

هَاهُنا الشَّامُ وَأُوْغاريتُ تَحْكي

قِصَّةَ الأمسِ الَّذي مِنهُ ابْتَدَينا

قَد صَنَعْنا الحَرْفَ مِن أفكارِنا

كَتَبَ التاريخُ عنَّا مُبدِعينا

وَزَرَعْنا الوردَ في حاراتِنالِ

يَشُمَّ الكونَ عِطْراً .. ياسمينا

ضَمِّخي الكونَ بِعِطْرٍ يَعْرُبيٍّ

عَلِّمي يا شامُ عِشْقَ العاشقينا

يا بنَ كُلْثومَ فَلا تَجْهَلْ عَلَينا

نَرفُضُ الذُّلَّ وَجَهلَ الجاهلينا

إنْ يكُن يا عَمْرو قَد تَبَّتْ يَداكُم

نحنُ في الشامِ وللمَجدِ أَتَينا

فـهـنيئاً جَهْلُكُم في أرضِكُم

عِـلْمُـنَا مَـيّزَنـَا في العَـالَمِينا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح