مقالة عن علم المعاني بعنوان الإبهام / للأستاذ نادر علي

لا يتوفر نص بديل تلقائي.


علم البديع…. الإبهام
الإبهام( بالباء):
لغةً: مصدر أبهم ومعناه أخفى وأشكل.
اصطلاحاً: هو أن يقول المتكلّم كلاماً مُبهماً يحتمل معنيين متضادّين لا يتميّز أحدهما عن الآخر ولا يأتي في كلامه بما يحصل به التمييز فيما بعد، بل يقصد إبهام الأمر فيهما.
والإبهام مختص بالفنون،كالمديح والهجاء وغيرهما، ولكن لا يُفهم من ألفاظه مدح ولا هجاء، بل يكون لفظه صالحاً للأمرين. -ومثاله ما يُحكى أنّ بعض الشعراء هنّأَ الحسن بن سهل بزواج ابنته بوران من المأمون مع مَنْ هنّأه، فأعطى الناس كلهم وحرمه، فكتب إليه: إن تماديتَ على حرماني عملتُ فيكَ بيتاً لا تعلم مدحتك فيه أو هجوتك. فاستحضره وسأله عن قوله فاعترففقال له: لا أعطيك إلّا أن تفعل فقال:باركَ اللهُ للحسَنْ ولِبورانَ في الخَتَنْ
يا إمام الهدى ظفرتَ ولكن بِبِنتِ مَنْ
فلم يعلم ما أراد بقوله( ببنت مَن) في الرفعة أم في الصغر.
واستحسن منه الحسن ذلك وسأله: أَسمعتَ هذا المعنى أم ابتكرته؟
فقال: لا والله بل نقلته من شعر شاعر مطبوع كثير العبث بهذا النوع ،فصّل قباء عند خياط أعور اسمه زيد فقال له الخياط على سبيل العبث به : سآتيك به لا تدري أَ قباء هو أم دواج( معطف غليظ).
فقال له الشاعر: إن فعلت ذلك لأعملنّ فيك بيتاً لا يعلم أحدٌ ممن سمعهُ أ دعوتْ لك أم عليك، ففعل الخياط فقال الشاعر:
خاطَ لي زيدٌ قباء ليت عينيه سواء
فما علم أحد هل يقصد أن الصحيحة تساوي السقيمة من عينيه أم العكس.
-قال ابن حجة الحموي لما اطّلعت على كتاب تاريخ زين الدين بن قرناص الحلبي وجدتُه قريباً من قباء زيد فقلت:
تاريخ زين الدين فيه عجائبٌ وبدائعٌ وغرائبٌ وفنونُ
فإذا أتاهُ مُناظرٌ في جمعهِ أخبِرْهُ عنّي أنّهُ مجنون
يعني من حاول أن يكتب مثل هذا الكتاب فهو مجنون.
فما يدري أحد هل مدح الكتاب أم ذمّهُ.
-الفرق بين الإبهام والتورية( الإيهام) أن الإبهام يترك المعنى المقصود مبهماً بين الأمرين
أما التورية فهو يقصد المعنى البعيد ويوري عنه بالمعنى القريب.
إلى اللقاء مع نوعٍ آخر من البديع
مع تحياتي
نادر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح