قصيدة بعنوان رثاء حرف للشاعر حسين صالح ملحم
رِثاءُ حَرفٍ
كلّ القَوافي علَى أشكالِها عَدَمُ
مذ غابَ حرفُكَ والقرطاسُ والقَلمُ
مَن ذا سيخطبُ في الأكوانِ مُمتشِقاً
سيفَ المعاني وفِي ساحاتها عَلَمُ
مُذ غبتَ عنِّي تناهَى النّبضُ مِنْ وجَعٍ
آاااهٍ.. وقلبي عَلى آااهاته كَلِمُ
لَمْ ترتَِحلْ.. ﻻ..ولنْ تخبو بقافيةٍ
ياأصدقَ القَولِ في العلياءِ يرتَسِمُ
يكفي القَصيدَ فخَارٌ أنّني غَرِدٌ
إنّ القوَافِيَ لو هاجَتْ ستَختصِمُ
قُمْ ! فَارتَجِلْ ..لا،ولا تَعبَأْ لِهاتِفَةٍ
كُلّ الحروفِ إذا عادَتْ سَتلتئِمُ
إنّ السُّرادِقَ منصوبٌ بها وتَدٌ
بَعضُ الأنامِ إلى أضيافِها حَكَمُ
ياأحسَنَ الخِلِّ في بَوحي وفِي سَكنِي
ماللقوافي إذا رَاوَدتُها صَمَمُ
إنّ الحُروفَ إذا طلَّتْ زواهرُها
كلّ المعاني إلَى لأﻻئِها نِعَمُ
قد حدَّثَتْنِي ونارُ الشّوقِ ترهِقُها
هيهاتَ يَفهَمُ لاعُربٌ ولاعَجَمُ
قد هَدْهَدَ الطّيرُ في أعشاشهِ طَرباً
ظَنّاً بهِ حِينما يرتاحُ يَغتَنِمُ
أُولُو النُّهى ليسَ تعلُوها جَهابذةٌ
حتّى ولَو بانَ فِيها العَزمُ والذِّمَمُ
أَلهِبْ قَصِيدَكَ بالقرطاسِ مَلحَمةً
والحَقْ بَِركْبٍ مِنَ الفُرسَانِ ياقلَمُ
جَرِّدْ حُسامَكَ فالأبصَارُ شَاخِصَةٌ
واصدَع بِحَرفٍ فَما رَنَّتْ لَهُ هِمَمُ
------------
حسين صالح ملحم
اللاذقية ..سوريا
31/10/2017
تعليقات
إرسال تعليق