قصيدة بعنوان نفثة مصدور سوري مغترب / للشاعر نادر أبو يونس

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏ليل‏‏


نفثةُ مصدورٍ سوريٍّ مُغتربٍ

..................................................

سوريَّةَ النُّورِ كيفَ الخيرُ يلقاهُ؟

صبٌّ كقيسٍ سلَتهُ اليومَ ليلاهُ

صبٌّ صدودُكِ قد ألظَت مواجعَهُ

والبعدُ عنكِ وربِّ الناسِ عنَّاهُ

وكيف َ يلقى سروراً مَن تُحاصِرُهُ؟

هذي الدُّموعُ وهذا الوجدُ والآهُ

سوريَّةَ النُّورِ ذكراكِ وقد خطرَت

تُطهِّرُ الصبَّ مِن أدرانِ دُنياهُ

وتبعث ُ النَّغمَ الصُّوفيَ في قلَمٍ

أضحى يزف ُّ إلى عينيكِ نجواهُ

يا ضُرَّةَ الشَّمس ِ وجدُ الليلِ برَّحَهُ

يا هالةَ البدرِ ليلُ الوجدِ أبكاهُ

سوريَّةَ النُّورِ شوقٌ في جوانحِهِ

يُقطِّرُ الشَّهدَ لحناً مِن حُميَّاهُ

ويسكُبُ الشِّعرَ خمراً سائغاً سلساً

مِنَ المُعتَّقِ أصفاهُ و أحلاهُ

ليغسلَ الهمَّ عن حبَّاتِ أفئدةٍ

ما غرَّدَت في غصونِ الأيكِ لولاهُ

................ . ......... . ....................

سوريَّةَ النُّورِ لهفى ذُوِّبَت كبدي

شوقاً إلى حُبِّك ِ السَّامي ونُعماهُ

وما أحيلى ! وربِّ العرشِ رحلتنا

إلى رُبُوعِكِ حيثُ العِزُّ والجاهُ

سوريَّةَ الخيرِ حيثُ المجدُ قافيةٌ

توزِّعُ الحُبَّ في الدُّنيا وترعاهُ

أبُثُّكِ الوجدَ يا فيحاءُ تحملُني

إلى لِقائكِ في الأحلامِ يُمناهُ

أبثُّكِ الوجدَ من قلبي يُقطِّرُهُ

حُزنُ تربَّعَ في أغلى زواياهُ

ولستُ يوماً بشاكٍ مِن حرارتهِ

ما أضعفَ الصبَّ! إن أدلى بشكواهُ

........................... . ................

سوريَّة َالنُّور ِ مَن لي إن طغى زمني

إلَّا جمالُكِ عينُ اللهِ تكلاهُ

ياربَّةَ الخصبِ يا إلهامَ قافيتي

جمالُكِ الخصبُ ما أنقى سجاياهُ!

جمالُكِ الخصبُ والأنسامَ يأخُذُني

إلى مواسِمِ شعرٍ ما أُحيلاهُ!

جمالُكِ الخصبُ مِن عدنانَ شيمتُهُ

ومِن نِزارٍ ومِن غسَّان سيماهُ

هذي عيون ُ قريضي قبَّلَت يدَهُ

وذي شِفاهُ شُعوري قبَّلَت فاهُ

جمالُكِ الخصبُ أُختَ الشمسِ بَلْسَمَنا

وأنبتَ الحُبَّ في قومي ونمَّاهُ

وأذهبَ الغمَّ عن شعبٍ رِسالتُهُ

(ويلاهُ مِن تَبِعاتِ الظُّلمِ ويلاهُ)

جمالُكِ الخصبُ هل ننسى فضائلَهُ؟

وقد سقتنا كُؤوس َ النَّصرِ عيناهُ

يا جنَّةَ اللهِ فوقَ الأرض ِ يا بلداً

على ضِفافِكِ أرسى الجنَّةَ اللهُ 

جمالُكِ الخصبُ أنوارٌ مُشعشِعَةٌ

جمالُك ِ الخصب ُ أقماحٌ وأمواهُ

.................................................

سوريَّةَ الخيرِ جاء َ الكُلُّ مُعترفاً

بأنَّهُ الصبُّ بحرُ الشَّوق ِ أضناهُ

في قاسيونِكِ عهدٌ كيف َ نُنكرُهُ؟!

وفي فُراتِكِ عهدٌ كيفَ ننساهُ؟!

سوريَّةَ النُّورِ هذا العهدُ أنعشنا

لمَّا سنا حُسنِكِ السَّامي أراناهُ

سوريَّتي يانشيدَ الرُّوحِ يا نغماً

يُمناهُ قد ألهمت قلبي ويُسراهُ

على ربوعكِ صاحَ المجدُ مُنفعلاً

أُمَّاهُ يا أبجدَ التاريخِ أُمَّاهُ

سقيتني مِن نغيم ِ الفنِّ أطيبَهُ

ومِن رحيقِ بديعِ الحُسنِ أشهاهُ

فرُحتُ أُُطعمُ غرثى الحُبِّ من يدِهِ

ورُحتُ أسقي مِنَ الإيمانِ ظمآهُ

وأنسجُ اللحنَ فُستاناً لعاشقةٍ

أوَّاهُ مِن قدِّها السِّحريِّ أوَّاهُ

تُسربلُ الرُّوحَ بالنجوى مفاتنُهُ

وتأمرُ القلبَ أن يسلى وتنهاهُ

فيذكرُ القلبُ حُبَّاً قد زهَت وصفَت

بينَ العقيقِ وبينَ البانِ ذِكراهُ

حُبَّاً ولاسمِعَت آذان ُ مَن عشقوا

بمثلِهِ اليومَ بلْ مِن جهلِهم تاهوا

حُبَّاً تسامَت عنِ الأنظارِ رؤيتُهُ

لأنَّهُ في سماء ِ الكونِ تيَّاهُ

كرمى لأهلكِ سوريَّا سأُرسِلُهُ

شِعراً يمازجُ ريّاكِ بِريَّاهُ

قلبي إنِ اليومَ يسلو عن مواجعهم

سوريَّةَ الخيرِ كيف َ الخيرُ يلقاهُ؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح