قصيدة بعنوان مانحن في الدنيا / للشاعر محمد فرج

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سحاب‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

مانَحنُ في الدُّنيا سِوى رَحّالَةٍ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَـــكــفـيــكَ يــاإنـســـــانُ إنـســانــاً تَــهـيــنْ

ما أنــتَ إلّا بـَعْـــضُ مِــــنْ مـــاءٍ وَطــيــنْ

 فَـــتَــــكَـوَّنَـتْ مِــــنْ ذا التَّـــمــازُجِ جِــبلَــةٌ

وَبِــأمــرِ رَبّــي صــــارَ شَكـــلُ الآدَمـــيـنْ

إنْ جَــــفَّ مِنـهــا المــــاءُ صارَتْ يـابِـــساً

تَــغـدو فُـــتـــاتـاً ثُـــمَّ تَــغـدو كَالطَّحــيــــنْ

وَالرّيــحُ إنْ هَــبَّــتْ عَـلَــيْـــهِ تَــــنـــاثَـرَتْ 

أجــزاؤهُ لَــمْ يَــبـقَ شَــيءٌ بَعــــدَ حـيـــــنْ

 إيّـــــاكَ أنْ تَــمــــضــي كَأعـمــى حـالِمـاً

كَالــسَّيــلِ مَـــغــروراً وَلا تَـــدري لِأيــنْ

طَمّـــاعُ تَــجــرُفُ مِـنْ أمامِــكَ مـــاتَـرى

لَكِـــنْ نِهــايَــتَــكَ الحَزيــنَــةَ كَالمَـــهــيـنْ

 كُــــنْ يــاابــــْنَ آدَمَ فــي حَياتِـــكَ قــانِعـاً 

إنَّ القَـــنــاعَــةَ مِــثــلُ كَــنــزٍ كَالمَعــيــنْ

فَاقْـــنَـعْ بِـرِزقِــكَ لايَـــــغُــرَّنْـكَ الغِـــنـى

إنَّ الغَــنِــيَّ بِعَـقـلِـهِ وَهـــوَ الـــــرَّزيــــنْ 

يــــــاأيُّـهـــا الإنسانُ كُــنْ مِــثـــلَ الرَّبيعْ

أوْ مثــلَ أرضٍ تُخــرِجُ الخَيــــرَ الدَّفــينْ

 إنَّ الــــسّخــــاءَ غَــمامَـةٌ وَســـــطَ السَّما

تُــلــقي بِخَيـرٍ حَـــيـثـُمـــا حَــلَّــتْ وَأيــنْ

وَاصْـبِــرْ إذا هَــبَّــــتْ عَـــلَيـــكَ مُصيبَةٌ

فَــالصَّبــرُ مِــفـــتاحٌ لِبــَسماتِ الحَــزيـنْ

وَإذا حَكَـمـــتَ فَـــكُـــنْ حَكــيمــاً عــادلاً

وانْصُرْ سَــوادَ النّــاسِ ضِــدَّ الظّالـميــنْ 

لاتَصحَــبِ الأشـــرارَ تَـكسَبُ شَــرَّهُــمْ

فالصّالحيـــنَ هُـمُ الوَفــــا وَهُـمُ اليَـقـيـنْ

إنْ تَستَعِنْ سَيُعِنْـكَ مَـــنْ فَـــطَــرَ السَّمـا

لاتَشكُ هَـــمَّـكَ غَـــيـرَ رَبِّ العــالَميـنْ

مانَــحـــنُ فــي الـــدُّنيـا سِـوى رَحّالَـةٍ

نَمضي وَنَرحَــلُ كُـــلَّ شَيءٍ تـارِكـيـنْ

فَـــلْــيَجـمَـعِ الحُـبُّ العَـــظيــمُ قُـلوبَـنـا

حَــتّى وَإنْ غِــبنـــا يُـذَكِّــرُنا الحَـنيــنْ

وَاتْــرُكْ رِبـــاطَ العُشقِ يَجـمَـعُ بَينَنـا

 حَتّى يَفيضَ شّـذاهُ فَــيــضَ الياسَميــنْ

فَـدَعِ الهَــوى يَــجـــتـاحُ قَــلبَكَ دائِـمـاً

فَـهـوَ الدَّواءُ لِجُـــرحِ كُــلِّ العاشِقيــنْ

إنَّ الحَيـاةَ قَـصيـرَةٌ مَـهـــمــا تَــطُــلْ

بِالحُـبِّ نَنسى كُـلَّ آهـــاتِ السنــيـــنْ

 كُـنْ يــاابْنَ آدَمَ عــاشِقــاً لاكــارِهــــا

فَالعُشقُ مِثلُ الماءِ يَروي الظّامِــئيــنْ

وَعَــلَيــكَ أنْ تَــــدري بِأنَّــكَ زائِــــلٌ

ماأنـــتَ إلّا بَــعــضُ أمـواهٍ وَطـــيــنْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح