دروس مهمة ومفيدة لطلاب الثالث الثانوي في سورية / بإشراف الأستاذ والشاعر محمد علي شموط

..............المستوى الفنّي
لطلّاب الثالث الثانوي العام
1- الجملة الاسميّة
س: علّل اعتماد الشّاعر على الجُمل الاسميّة ؟
ج: تدلّ الجمل الاسميّة عادة على(الثّبات والاستقرار والدّيمومة) في الحال أو الصّفة أو الموقف أو العاطفة...
مثال: (وطني ..لجورج صيدح)..
فيه ربعي.فيه جنّات جرت
تحتها الأنهار والرّزقُ جمد
بعد استخراج الجملة نكتب الدّلالة مقرونةً بالمعنى على النّحو التالي:
الرّزقُ جمد : دلّت الجملة الاسميّة على ثبات نظرة الشّاعر إلى ديمومة انقطاع الرّزق في الوطن بسبب سرقة المستعمر والمستغِلّ جهد الشّعوب.
فيه ربعي فيه جنّات ..
دلّت على تبات نظرة الشّاعر نحو وطنه الأمّ لأنّه مربع الأحبّة وآية الجمال وسجيّةٌ في نفوس الأبناء.
(الخلاصة: الثبات والاستقرار،يضاف لذلك معنى الجملة حسب سياقها في البيت).
.......
2- الجملة الفعليّة
(تدلّ عادة على التّغيّر والحركة وتمنح النّص الحيويّة إذ تتبدّى الأسيقة الزّمانيّة والأقضية الحركيّة) ..مثال: (حتّام....)
أغِث بلداً منها نشأتَ فقد عَدَتْ
عليها عوادٍ للدّمار تُعجّلُ
(أغث، نشأت،عدت ، تعجّل)
أوحت الجمل الفعليّة بالقلق وعدم الاستقرار للوطن،ولنفسيّة الشّاعر،فالآلام قضّت مضجعه ،ويعود ذلك إلى تعدّد المستويات الزّمانيّة بين انفعال(بالأمر) حرص فيه على إبلاغ رسالته في إنقاذ البلاد،وماضٍ مؤثّرٍ بإلحاحه على ذاكرته،
وحاضرٍ بما فيه من مآسٍ متجدّدة تحاصر البلاد.
ملاحظة:
يبدو السؤال عن الأزمنة مجتمعةً سؤالاً طويلاً ومن الأفضل أن ندرس كلّ فعلٍ ودلالته بصورة مستقلّة كما يلي:
أ- الماضي:
يدلّ على تحقّق الفعل وثبات وقوعه،ودفع الشّك وأنّ أثره مازال ماثلاً في وجدان الشّاعر،أو أنّ الذّكريات حاضرة في نفسه...مثال:
دَرجَ البغي عليها حقبةً
وهَوى دون بلوغ الأربِ
..المعنى: درجَ..مشى ضعيفاً،البغي..المحتلّ،هوى دون..خاب أمله)
س:علّل اعتماد الشّاعر على الفعل الماضي في إبراز المعنى؟
ج:(درج البغي)
للدّلالة على محاولة المستعمر السيطرة على الوطن وثبات هذه المحاولة،وما زالت آثار ظلمه ماثلةً في الوجدان.
هوى دون...
دلّ على تحقّق هزيمة المحتلّ وثبات خيبة أمله في توطيد وجوده على أرضنا
وفشله في تحقيق رغائبه الدّنيئة.
أمّا أثرهُ في تجلية الحالة الانفعاليّة فيمكن استخلاص الشّعور العاطفي المنبعث منه ،مثال: (درج البغي)..
ساهم الماضي في إبراز إحساس الشّاعر بعمق الحزن على الوطن،وكرهه للمستعمر الغاصب.
(هوى دون...) : ساهم الماضي في تجلية إحساس الشّاعر بالافتخار أو الاعتزاز أو الفرح،بخيبة المستعمر.
ب: المضارع...
يدلّ على(التّجدّد والاستمرار) ويضفي على النّص الحركة والحيويّة،ويدفع المتلقّي لتخيّل الصورة أو المشهد.
مثال: من الجسر ..(نعود،تقود)
مشياً على ...... نعود
المساء يداً تقود
..دلّ المضارع على تجدّد حلم العودة واستمرار هذا الإصرار على بلوغ الهدف،فأضفى (المضارع) على النّصّ حركةً نكاد نسمع فيها وقع أقدام العائدين.
..دوره في إبراز الحالة الانفعاليّة:
(إبراز المشاعر الّتي تبعثها المعاني المتجدّدة،والمَشاهد المؤلمة أو المُفرحة)
مثال: ( عن الرّياح عندما هزّت قلبه)
كَسَيتِها ورقَ الأشواقِ فازدهرت
خضراء يعبق منها رَوحُ نيسانِ
..
ساهم المضارع في إبراز مشاعر الفرح والأمل الّتي يبعثها استمرار عبق الرّياح برائحة الوطن،فرسم مشهداً لفرحة غصنٍ عرّته الغربة فعادت له الحياة بذكرى الوطن.
....
ج: الأمر
(يدلّ على الطّلب الحقيقيّ والاستعلاء)،وقد يخرج إلى أغراضٍ بلاغيّة كالدّعاء والالتماس والتّمنّي والوعيد والتّهديد والتّحقير...وهذا يُعرف من خلال معنى البيت.
(وهو من الإنشاء لذا يدلّ على الانفعال والقلق والاضطراب النّفسيّ)..مثال:
أغِث بلداً....
أفاد الأمر حرص الشّاعر على إبلاغ رسالته إلى الشّباب الغافل،وهي الدعوة لإنقاذ البلاد بصورةٍ إيعازيّة مباشرة.
...
تَدَفّقي يا رياح الشّرق..
ساهم الأمر في إبراز تمنّي الشّاعر ورجائه هبوب النّسمات الحاملة من الشّرق رائحة الوطن وأهله وأحبابه
لتعود له الحياة من جديد.
...
(أثره في تجلية الحالة الانفعاليّة)
تدفّقي :
ساهم الأمر في إبراز القلق والاضطراب النّفسي من خلال آلامه في الغربة والّتي فاضت بروحه بفعل نار 🔥 الشّوق والحنين إلى الوطن.
....
مع شوق اللّقاء في المنشور القادم
لكم تحيّةمن القلب.. وسلام