قصيدة بعنوان سنابل النُّور / للشّاعر خالد خبازة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏



سنابل النور
أفي كلِّ أيـــــكٍ في الربى لك منزلُ
................ و في كل روضٍ راحـــلا تتنقـــــــلُ
وفي كل دوحٍ طائرٌ أنت صـــــادحٌ
................. يغنّي و يشدو للهــوى .. و يرتّـل
وقد هيـَّـأت عشًا لــه كلُّ أيكــــــةٍ
.................. ليشربَ من نبعِ الجنــــــانِ و ينهل
كأنك حتى ما عرفت جوى الــهوى
................... فما لك تستجـدي .. و مالكَ تسأل
و لكنْ تجافي الحــلمُ عنــــك كأنما
.................. رأيتُك عن حرِّ المعانــــــــاة تغفل
حنانَيْك مهلا ، ليس تدري الذي به
.................. كأنــك لم تـــــدرِ الذي كنتَ تسأل
و لكنما الشوقُ القديمُ اذا طــــغى
.................. أضاعَ فؤادًا في الهوى كان يُعوِل
ليالٍ بها كم أثقلَ الحبُّ كاهـــــلا
.................. و أضنى فؤادًا طالما هدَّ مِعْــــوَل
جنانٌ من الأشجانِ والودّ أزهرت
.................. و أينعَ حبٌّ صارَ في القلبِ يـرفُـل
جرى الحبُّ يَسقي عاصف الشوقِ جدولا
.................. وفي مهجتَيْنا يزرعُ الوجدَ جدول
يغرِّد فيها الطيرُ في كل سرحةٍ
................ و يصدحُ في أدواحها الصبحَ بلبـل
فضجَّ به الشوقُ القديــمُ كأنـــــما
................ أضاءَ له في سامقِ النجــــمِ منزل
بليلٍ تولَّتْ رسمَه كلُّ نجمـــــــةٍ
................ أناخَ عليــنا من دجى الليـــــلِ كلكل
غريقينِ بتْنا في غياهـــــيب لُجَّةٍ
................ على مركبِ الأشواقِ نطفو و ننزل
و سالَ معينُ الروحِ سلسالَ دافقًا
................ و أجرى ينابيــــعًا من الدمعِ قسطل
و ظلت ترانـــيمُ الهـــوى مستعرَّةً
................ فما ان أتانا من دجى الليلِ جحفل
أزلنا غبارَ الــوجدِ عنا و أسرِجَتْ
............... عــذارى الهوى دون القلوبِ تــنقّل
كأنَّ لقانا أجفـــل الريـحَ خطـــــوُه
.............. فهبت رياحُ الوجدِ تغـــدو .. و تقبل
سما حلمُنا يبغي النجومَ منـــازلا
............... فطاب على اطلالةِ الكــــــونِ منزل
و لما دعانا للهوى بعضُ شوقِنـا
............... رسمنا حدودَ الشوقِ نـــــارًا تشعَّل
و قمنا سريعًا يسرِقُ الدربَ سيرُنا
............... الى هاتفٍ في القلبِ يــــدعو فننزل
و لما علتْ أكبادُنا مدرجَ الهـــوى
................ تبدّى لنا في حنـدسِ الليلِ مِشعل
تلاقتْ به الأكبادُ سكرى ثمالةً
................ تتوقُ الى لقيا .. بها الوجدُ مقبل
وسالت كؤوسُ الشوقِ خمرًا كأنما
............. عذارى الهوى تمضي بكاسٍ و تقبل
ومالتْ بنا نحوَ الغروبِ جحافلٌ
............. مصابيحُ نـــــــــاداها الغروبُ فتأفل
هجرنا- سوى أرواحِنا- كلَّ لذةٍ
.............. و لم يبقَ الا نشوة الروحِ فيـــصل
و أطلق قلبانا العنانَ لوجـــــدِنا
......... الى حيث سارت في هوى الروحِ أرجل
تساقى كلانا خمرةَ الوصلِ لم نعِ
.......... اذا البدرُ مخمورٌ .. أم النـــــــجمُ يثمل
كلانا رهينُ الوجدِ والشوقِ والجوى
........... فأغـــوى هوانا في العيــــــــونِ التأمل
تنشق منا الفجرُ أنسامَ زهـــرِنا
............. فأصبحَ يزهــــو في هــوانا و يحفـل
وغنت لنا أدواحُها ثم أحــــدقتْ
............. بنا الطيرُ تشدو للهـــــوى .. و تهلل
يسامرُنا بدرٌ يغازلُ نجمةً
............. و باتتْ بنــا سمـــــارُنا تتــــغزّل
و ألقـــــت اليــنا نظرةً ثم لوّحت
.............. تحيي لقانا .. كيفما الحــــبُّ يأمـــل
كأنا وقد ألقت لنـــــا الروضُ رحلَنا
............ تمنـَّـتْ علينا أن يــــــــدومَ التغـــــزل
و غازَلنا ريحُ الصباحِ و داعبت
.............جفونَ الدجى وجدًا و صحْصحَ أيّل
وضاقتْ سريعًا فسحةُ الليلِ بعدما
.............. طغى الوقتُ يجري مسرعًا يتعجل
و لكنما أغرى بنا الصبحُ ظالمًا
............. بناتِ الضحى جهرًا..فحانَ الترحّل
فقمنا و غادرْنا الرياضَ و مهجةٌ
............. تتوقُ الى اللقيا جديدًا .. و تـــــأمل
و لكنْـما قد مزّق الحلمُ ثوبَـــــه
.............. فمن عـــادةِ الأحلامِ أن ليس تكمل
....
اللاذقية شباط 2018
خالد ع . خبازة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح