قصيدة بعنوان خطاب ليس كالخطاب / للشاعر هاني درويش

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

خطاب ليس كالخطاب
--------------
لا تسألي الشعر عن حالٍ مررتُ بها في لحظة النَّزعِ
يا أُمَّاهُ
لا تَسَلي
***
وحدي ويعرفُ ما كابدتُ من ألمٍ فوقَ التَّخَيُّلِ
والتعبير في جُمَلِ
***
من قال إني جبهتُ الموتَ مبتَسِماً
إلا الكذوبُ
الذي يقتات من أملي
***
إنَّ الحياة لَتُغريني مُعاقَرَةً
ولم أبادرْ إلى التَّقريبِ في أجَلي
***
كم يَتْجرونَ بأرواحٍ قضتْ
وهمُ في القصفِ
قصفٌ لذي عهرٍ وَمُبتَذَلِ
***
سلي السَّهارى بليلٍ
يقصفونَ بما لو تشهدينَ
،وحاشى،
عُدتِ بالهَبَلِ
***
نعم
نَفَرتُ لِصَدِّ الغولِ
أدفعُهُ عنِ المَغاني
وعن عرضي
وعن نُزُلي
***
ولمْ أُقَصِّرْ
وما فكَّرتُ في هرَبٍ صوبَ الحياةِ
بِذِلِّ الناكِصِ النَّذِلِ
***
إن طوَّبتني قوافٍ
تَدَّعي بَطَلاً
ماذا يُقَدِّمُ كلُّ الشِّعر للبَطَلِ
***
هل مِنْ نَجيدٍ لأمي
عندما وقفت ثكلى
بِزَحمةِ طابورٍ على أمَلِ؟
***
هلْ أنصفتها أيادي القائمينَ على أمر الثَّكالى ؟
أراهُم عِلَّة العِلَلِ
***
أُمَّاهُ
عُذراً لما سَبَّبتُ مِن ألمٍ
ومن فجيعةِ قلبٍ
عاشَ ينبُضُ لي
***
ما كنتُ عاقاً
وما قارفتُ من خَطَلٍ
إلا الرُّجولةَ إقداماً
أَتَشفَعُ لي؟
***
أرضَعتِني الحُبَّ
، طُهرُ الحُبِّ أنبَتني كالإستِقامةِ
لا تُغرى بِذي خَطَلِ
***
وكنتُ بِرَّاً
وما خنتُ الحليبَ
وما
،ذاتَ النَّفيرِ،
تَخَطَّاني أخو عَجَلِ
***
فلتذكريني بفخرٍ
واخبِري وَلَدي
ولتجعليني لديهِ مضربَ المَثلِ
***
هذا خطابي
، حزينٌ
لفَّهُ غَضَبٌ على لئيمٍ
يَصُدُّ البابَ إن تَسَلي
***
عودي لحضنِ إباءِ البيتِ
أَعرِفُهُ لا يرتضي الذِّلَ ،
صوني لؤلؤ المُقَلِ
****
على لسان شهيدٍ ما
هاني درويش \أبو نمير\

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح