قصيدة بعنوان تغريدة صباحية ياصبح / للشاعر هاني درويش



تغريدة صباحيَّة
___
يا صبحُ
يا ممتدُّ وسع خيال من عشق الضياءَ
ويزدري السُّفهاءَ***
ما كنتَ إلا صاحبي
وتُهيجُ بي غضبا على منْ روَّجَ الظَّلماءَ
***
غضبي نبيلٌ
والحوافزُ جمَّةٌ
منها الكذوبُ يُحَرِّضُ استِعداءَ
***
في لُجَّةِ اللَّيلِ المُهيمِنِ \نَبَّقَتْ\
همزاتُ وغدٍ تُشهرُ اللُّقطاءَ
***
وَتَكَدَّست فوق المنابرِ عُصبةٌ
رفعت عقائرَ ناعقين
هباءَ
***
فبكلِّ علمٍ عالِمون
ووعيُهم أدنى دنيءٍ
إن تشا استقصاءَ
***
هم بالسياسة بارعونَ
وفقهُهُم متبحِّرٌ قد يزحمُ الجوزاءَ
***
ويحللونَ بلا نتائج ترتقي إلا إلى
ما يبعثُ استهزاءَ
***
من أين يؤتى ، لا تَسَل ، بصنوفهم
وإذا سألتَ ،
ستفحم البُلَغاءَ
***
هم كالذبابِ
وكلُّ حلوى قِبلةٌ
ويُجَيِّشون كما مَضيفٌ شاءَ
***
متزلفونَ
منافقون
تراهُمُ في كل عرسٍ
يرقصونَ رياءَ
***
لا يعرفون من المبادئِ
غيرَ ما تُملي مَباذِلُهمْ
ولا استحياءَ
***
لحظِيَّةُ الغايات تحكُمُ خُلقَهُم
فَلِصَحبِهم قد يًصبحون عداءَ
***
ما دامتِ الحلوى فهم رُوَّادُها
فإذا تَمَرُّ
تفرقوا عشواءَ
***
وَلَكَم نعاني يا صباحُ
وقد غدوا بيدِ البُغاةِ
الطَّعنةَ النَّجلاءَ
***
فهمُ الأداةُ
لكلِّ فعلِ نقيصةٍ
قد يقتلون العلمَ والعُلَماءَ
***
وزيادةً بالنفخ في طنبورهم
قد طُوِّبوا الشُّعراء والأدباءَ
***
تشكو المنابرُ منهُمُ
وشكاتُها لَتَكادُ تُسمِعُ صخرةً صمَّاءَ
***
يا صبحُ فارجم كلَّ أعداء السَّنا
وإليكَ حرفي كالحسامِ مَضاءَ
****
هاني درويش \أبو نمير\

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. صور تجسد العري الفكري المستشري في أكثر من مجال..و توصيف دقيق لحالة الخزي الأدبي للبعض..
    دمت راقيا ، علما ، أستاذنا
    تحياتي و الموده

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح