قصيدة بعنوان حضارة الرُّوح / للشاعر حسن علي المرعي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لحية‏‏‏

....... حَضَارَةُ الرُّوح ِ........
عن رُوحِكَ السّمْحِ تأنيثٌ وتذكيرُ
أُشافِهُ الكأسَ.. أم في الصمْتِ تعبيرُ
لو أنّ صوتي قصيرُ المدِّ أدعِيةً
وأنتَ خارجَ خطِّ الرّوحِ مأسورُ
لكنتُ أخرستُ في قيثارتي وجعي
وعشتُ في النّاسِ... لا نارٌ ولا طورُ
لكنّ يا وطني المزروعُ في رئتي
حقٌّ هواكَ... وباقي العشقِ تزويرُ
من يوم ما كتبتْني فيكَ شاعِرةٌ
وحْياً.. وحُبّاكَ...تأويلٌ و تفسيرُ
حّتى تَرعرعَ عِشْقٌ في مُخيّلتي
يسمو بهِ الشِّعرُ...موزونٌ و منثورُ
أخالهُ الوحيَ أو إشراقَ معرفةٍ
أو قبلَ ما أشرقتْ فيَّ التّصاويرُ
شيئٌ كما حدّثَ العِرفانُ أو مُثُلٌ
ترقى اتّحاداً...فذا نارٌ..وذا نورُ
فكيفَ أرضاكَ جسماً لا حياةَ بهِ
وأينَ تلكَ الألبّاءُ الشّحاريرُ
هل كان يا وطني لحنٌ بلا وترٍ
أم كلُّ طيركَ محمومٌ و ومقرورُ
وأينَ.. لا أينَ.. قلْ لي أين َما سكبتْ
خمرَ السمواتِ من وحيٍ قواريرُ
وأين زيتونةٌ تسعى بأفرعِها
وفي الّجذورِ وفي الأوراقِ تكْبيرُ
في ظلِّ نخلِكَ روحُ اللّهِ مُرتفعٌ
وفوق جبهتِهِ الإنجيلُ ممهورُ
وهل تُشدُّ رحالُ النّاسِ يا وطني
إلاّ إليكَ....وذنبُ الكلِّ مغفورُ
وهلْ تردّدَ إلاّ فيكَ يا وطني
من جانبِ الطّورِ مقروءٌ و مسطورُ
وهلْ تدلّى على معراجهِ قمرٌ
فقابُ قوسيّ عرشِ اللهِ مسرورُ
وهلْ كمِثْلِ الهُدى لوْناً و رائحةً
وأحمُدُ اللّهَ أنت الفيهِ مَوْشورُ
ُ
******************
باللّهِ يا وطنَ العُشّاقِ هل كُتيبَتْ
بغير حِبرِ الهوى فيكَ الأساطيرُ
هل مرَّ في صفحةِ التّاريخِ من كَلِمٍ
كما ترنّمَ في التُّوبادِ مهجورُ
أم كان في الأرضِ ليلى مثلما نفحتْ
أرضُ العراقِ إذا ما حُمِّلَ العيرُ
هل جاءَ في أدبِ الأقوامِ أنّ يداً
ذابتْ مُودِّعةً ...والجمْرُ مذعورُ
وهل تكلَّمَ...... إلاّ عندنا نظرٌ
يومَ اللِّقاءِ...وحبْلُ العشْقِ مَوتورُ
عَرارُ نجْدٍ على ما قلْتُ ليْ سَنَدٌ
وسهْمُ ذي سلَمٍ والأعيُنُ الحُورُ
ولا تزالُ المَها بالكَرْخِ عابِرةً
والجسْرُ من تحتِها..صاحٍ ومخمورُ
أليسَ فيكَ الذّي لو حُطَّ في جبلٍ
من الولايَةِ... هدَّتْهُ المقاديرُ
وخفَّ حمْلاً علَى الإنسانِ مُنفرِداً
سيَّانَ مطْلبُهُ...بادٍ ومسْتورُ
وهل يزعزعُنا ما أضمروا حسَداً
وفي عزائمِنا الكرّارُ مضمورُ
وكيفَ نخشى صِراطاً في نهايتهِ
ما للشّهيدِ بوعْدِ اللّهِ مَذكورُ
أما شربْنا كؤوسَ النّصرِ صافيةً
على الجّنوبِ وما في النّخْبِ تكديرُ
أليس في صبْرِ جِنِّينٍ... وما ركعَتْ
للخائفينَ على الدّنيا ...تباشيرُ
وللجبينِ الذّي ما ذلَّ في رفحٍ
ولو تداعتْ على سُكّانِها الدُّورُ
أليس في القِبلةِ الأُلى وضخْرتِها
وبابِ حِطّةَ والمعراجِ تطهيرُ
*****-*-*-**-***
روحٌ سيأتي.. وروحٌ فيكَ مغمورُ
ياجذْرَ زيتونةٍ في العقلِ مطمورُ
ما كلُّ وجْهٍ بهِ من روعةٍ قمرٌ
وليس كلُّ أسيلِ الخدِّ يعفورُ
وليس في ذِمّةِ الغاباتِ لو ضحكتْ
من الجّمالِ.. كما في الشّامِ مخصورُ
ولا عشقتُ التّي أرختْ جدائلَها
على فرنسا... وشَعْرُ الشّامِ مضفورُ
يظلُّ طَيفُ التّي في حِمْصَ مُلهِمتي
يحومُ...إنْ فاحتْ البيضُ الأزاهيرُ
هنا الفراشاتُ يستقوي بجانِحِها
ضَعْفُ النّسيمِ....فتحويمٌ وتدويرُ
وللسنونو... إذا ما عادَ من سفَرٍ
عن خطُّ رحلتهِ ...للشِّعرِ تقريرُ
كأنّهُ حاملٌ مَوَّالَ مُغترِبٍ
يكونُ بينَ الحِجارِ السُّودِ مَقْبورُ
*****-***-*-**-**
كُلٌّ يُعبِّرُ...حتّى الطّيرُ في وطني
لهُ على الوَترِ الرُّوحيّ تنْقيرُ
إلى خُروجِ اللِّحى الشّعثاءِ..غايتُها
ذبْحُ الحضارةٍ..تجزيرٌ و تدميرُ
كأنّ يأجوجَ أو مأجوجَ أخرجَهمْ
من السُّباتِ الذّي عاشوهُ عرعورُ
يُحلِّلونَ...كما شاءَتْ غرائزُهمْ ٌ
يُحرِّمونَ ...الذّي بالحِلِّ مَشْهورُ
من كلِّ حدْبٍ و صَوبٍ ينسلونَ كما
تناسلَ الدُّودُ.. دَعْشورٌ فدعشورُ ُ
فابْكِ المدائنَ...إنساناً و أبنيةً
قد مرَّ منْ ها هُنا ...كُفْرٌ وتكْفيرُ
لكّنها أرضُ سوريّا على صِلةٍ
بمَنْ... لفِتنةِ هذا العصرِ مَذْخورُ
ولايصحُّ الذّي بالأمْرِ عالَمُهُ
منْ داعِشِ الشّرِّ محكومٌ و مأمورُ
****-****-++*****
وفي العراقِ على مَطْلولِ دجلتِها
تذوبُ في دمْعةِ السّيَّابِ جيْكورُ
فلا سماءٌ ولا أرضٌ ولا قمرٌ
إلاّ بظلْمِ طُغاةِ الدِّينِ مفْجورُ
روحٌ بعرجونِكِ المكِّي أمْ نورُ
يانخلةً جنحُها الكوفِيُّ مَكْسورُ
بئسَ الزّمانُ الذّي سوّاكِ مُتّكأً
تقيلُ في ظلِّكِ الجُّوفُ الخنازيرُ
من ذَوبِ طلْعِكِ.. باسمِ اللّهِ قد عبرتْ
سفينةٌ تحتَها التّنُّورُ مَسْجورُ
عُوفيتِ أرضاً لها في بابلٍ قمرٌ
وضمْنَ كاظمِةٍ... مسْكٌ و كافورُ
وتحتَ أحجارِها في أيّ كربلةٍ
طفلٌ على مذبحِ التّاريخِ منحورُ
يانخلةَ الرُّوحِ في نهرَيكِ ليْ نبأٌ
عن سِفْرِ أهلِ النّدى والنّدِّ مأثورُ
بأنّ رجْعةَ أهلِ اللّهِ عنْ كَثَبِ
وكلُّ مُسْتشهدٍ في القبرِ منشورُ
وإنّ في الفتْنةِ العمياءِ مُنْتَظَراً
بينَ النّجومِ ...تُجليِّهِ المقاديرُ
مزيدُ صبْرٍ.. وأهلِ الشّامِ. إنّ لكمْ
فجْراً ...عليهِ غِشاءُ اللّيلِ مَزْرورُ
فأنتِ والشّامُ.. تاريخٌ و ذاكِرةٌ
وبابُ مَعرِفةٍ ......للعِلْمِ مشكورُ
ولا تكونُ.. بلا أخيارِكُمْ نُجُبٌ
في صوتِهِمْ.. أبْجَدُ القرآنِ مَزْمُورُ
-اليعفور:الظّبي
-التّوباد:جبلٌ سكنهُ بنو عُذرة
-ذوسلَمٍ:منطقةٌ في العراق
-عرعور:رجلٌ ناصِبِّيٌ له دورٌ كبيرٌ في فتنةِ الشّام
-دعشورٌ:اسمٌ اشتققتهُ من داعش..وهو اسمٌ ظلامِيٌّ
جيكور:قريةُ الشّاعر بدر شاكر السيّاب
الشّاعر حسن علي المرعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح