قصيدة فاشرب سرابك / للشاعر عارف عاصي



فَاشْـرَبْ سَرَابَـكَ
=========
تَـرَاكَـمَ الـهَـمُّ جُـرْحاً بَـاتَ مـُنْـفَـرِدَا
وَ يَـقْـتُـلُ الرُّوحَ إِذْ مَا تَطْـلُبُ المَدَدَا
وَ هَـلْ تُـرَفْـرِفُ أَعْـلامٌ وَقَـدْ رُفِعَـتْ
وَ الرُّوحُ كَسْرٌ يَـفُوقُ الحَصْرَ والعَدَدَا
وَ اﻷُفْقُ دَاجٍ وَ بَـدْرِي قَـدْ غَـدَا ظُلَماً
وَ الشِّعْرُ أَضْـحَى بِلَفْحِ النَّـارِ مـُتَّـقِدَا
ذَبُلَتْ زُهُورِي وَرَوْضِي صَارَ مُنْـتَكِساً
وَ الغَـيْمُ لا مَـاءَ يَحْـوِي اليَوْمَ أَوْ بَرَدَا
وَ غَـادَرَ الطَّـيْرُ أَيْـكِي دَامِـعـاً أَسِـفاً
وَ النَّـايُ يَـنْـزِفُ صَوْتَ الْحُزْنِ مُطَّرِدَا
وَ هَلْ لِقَلْبِي سِوَى الأَتْرَاحِ تَـغْمِرُنِي
مِـنْ كُلِّ حَـدْبٍ تُـذِيبُ الشَّامِخَ الجَلِدَا
وَ كَـيْـفَ يَمْلِكُ قَـلْـباً مَنْ غَـدَا مِزَقـاً
مُـقَـرَّحَ الجـَفْنِ يَشـْكُو اﻵهَ قَدْ سَهِدَا
أَدْنَـيْتُ سَعْدِي فَـفَـرَّ السَّعْدُ لَمْ يَرَنِي
نَـاجَيْتُ فَـرْحِي فَهَامَ الفَرْحُ مُفْـتَـقَدَا
فَعِـشْتُ أَمْسِي لَعَلَّ الأَمْسَ مَـنْقَـذَةٌ
فَأَغـْلَـقَ البَـابَ أَمـْسِي هَـارِباً شَرِدَا
أَقْـبِلْ فَعـُمْرِي جِـرَاحٌ أُشْرِبَتْ وَجَعِي
وَ دَاوِ مِـنِّي هُمُوماً أَعْطـِنِي السـَّنَدَا
فِي كُلِّ رُكْـنٍ تَـلُوكُ الْـوَجْدَ ذَاكِـرَتِي
وَ تَنْقُشُ السِّرَ ظِلَّ الرُّوحِ مَا ابْـتَـعَدَا
وَهْـمٌ تَـكَـابَـرَ حَـتَّـى صَـارَ أَشْـرِعَـةً
أَكـَلَتْ هَـوَاهَـا فَـغَاصَ الحُلْمُ مـُتَّـئدا
وَ أَثْـخَـنَ الْـجُـرْحَ مِلْـحٌ سَاخـِنٌ لَـزِجٌ
فَـأنْـتَـجَ الْـوَهْـمُ ظِـلاً يَـائِـساً نَـكِـدَا
لا لا تَـلُـومُوا فَـمَا عِشـْتُمْ بِـأوْرِدَتِي
وَلا رَأَيْـتُـمُ بُـرْكَـانِـي وَ مَـا خَــمَـدا
لَـمْ يُـبْقِ غَـيْرَ هَشِيمِ الرُّوحِ فِي قَلَقٍ
وَ نَـصْلَ سَهْمٍ يَـلُوكُ الْجُرْحَ مـُنْـتَـقِدَا
تِـلْـكُمْ تَـرَاتِـيلُ صَـبٍّ هُـدَّ مِـنْ حـَزَنٍ
مَـنْ يُـنْجِدُ الصَّـبَّ إمَّـا بَاتَ مُـبْـتـَعَدَا
وَ مَنْ يَـنَاجِي وَصَوْتُ الرُّوحِ مُخـْتَـنِقٌ
مُكَـبَّـلٌ بِـالأُلَى قَـدْ أَكْـثَرُوا الصـَّفَدَا
يَـا وَهْـمُ إِنِّـي بُلـِيتُ اليَـوْمَ فِي عُمُرٍ
زَادَ الصَّقِيعُ وَ بَـاتَ الدِّفْءِ مُـرْتَـعـِدَا
والْـكَوْنُ يَـغْـلِي حُرُوراً غـَيْرُمَا تَـعِبٍ
بِـالزَّمْـهَرِيرِ وَ رُوحُ الأُنْسِ مُـفْـتَـقَدَا
كَـانَـتْ نُـقُـوشٌ لِقـَلْـبٍ شَائِـقٍ غَـرِدٍ
ثُـمَّ امَّـحَتْ خَلْفَهَا صَوْتٌ وُ أَلْفُ صَدَى
مِـثْـلَ اللَّـهِيبِ تَصُبُّ النَّارَ فِي حُـمَـمٍ
وَ كَمْ تَـلُوكُ عـَلَى اﻷَوْجَـاعِ لِي كَـبِدَا
يَـا وَهْـمَ عُمْرٍ وَ هَـلْ بِالْوَهْمِ مُعـْتَمَدٌ
ذَاكَ السَّرَابُ لِصَادِي الرُّوحِ مَا ابْـتَرَدَا
صـَادٍ وَ يَـطْـلُبُ بِـالصَّـحْرَاءِ ظِلَّ رُبَى
فَاشْـرَبْ سَرَابَـكَ مِنْ وَهْمٍ عَلَيْكَ عَـدَا
لا لَـسْتَ إِلا كَطَـيْرٍ صِيـدَ مِـنْ نَــزِقٍ
فَالطَـيْـرُ يَـذْوِي وَ ذَلِكَ يُـكْثِرُ العُْقـَدَا
يَا وَيْحَ قَـلْبِي وَهَلْ بِالْكَوْنِ مَنْ يَدْرِي
وَدَّعْتُ عُمْري وَ مَا كَسَرَتْ يَدَايَ يَـدَا
وَ بِـعْـتُ نَـفْسِي بِسُـوقٍ كَاسِدٍ رَكـِدٍ
فَمَا اشْـتَرَيْـتُ سِوَى هَماً وَقَد ْنـَكِـدَا
مِنْ جُرْحِ رُوحٍ وَهَـبْتُ الشِّعْرَ أُغْنِيَـتِي
وَ كَـمْ تَـغـَنَّـيْتُ لَكِنْ ذَا الـنُّـوَاحُ شَدَا
مَا عَـادَ عِنْدِي سِوَى الْهَذَيَانِ يَأْكـُلُنِي
وَ يَـطْحَنُ القَلْبَ هَـمٌ قَدْ حَوَى الكَمَدَا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح