قصيدة بعنوان مقلة الشرق / للشاعر فيصل أحمد الحمود

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نظارة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏


فيصل أحمدالحمود

أمْ جَفَّتِ العينُ مِنْ حُزْنٍ ألَمَّ بها
فاستَنجدتْ حالُها نَزْفَ الشّرايينِ
تبكي السُّفوحُ ومما حَلَّ في وطني
حتّى الصُّخورُ بَكَتْ راحتْ تواسيني
حتّى العصافيرُ قد ولّت مُشَرّدةً
والعزفُ صارَ نواحاً في الحساسينِ
أطلالُ شؤمٍ بَدَتْ ثَكلى مساكنُنا
قُفْراً أضاعَتْ جنى الزّيتونِ والتّينِ
هلْ لي بِمَن لجَحيمِ اليأسِ يُبعِدُهُ
ما عادَ شيءٌ بهذا الكونِ يُغريني
إنّي لأشكو إلى ذي العَرشِ مَظلَمتي
أَنّا فَقَدنا خِصالَ الُّلطفِ واللينِ
بَلْ قد فَقدنا النُّهى في كُلِّ عالمِنا
ماتَتْ ضَمائِرُنا ذَبْحاً بِسِكّينِ
إنّا ظَلَمنا،إلَهَ الكونِ أنفُسَنا
فالطُفْ إلهيْ،بأطفالٍ مساكينِ
لاذَنْبَ جاؤوا سِوى ظُلم أَلَمَّ بِهِمْ
ناسٌ تَباروا على جَمعِ الملايينِ
يَبكي على وَطنٍ هذا ويَسرِقُهُ
أو مُطلِقاً ذاكَ زِيفَاً نُصرَةَ الدِّينِ
أبكي على وَطَني إذْ ضاعَ ساكِنُهُ
مَهراً غَدا دَمُهُ لِلْحورِ والعِينِ!
أهلِكْ إلهيَ مَن كادوا لِموطِنِنا
ولتَكفِنا رَحْمَةً شَرَّ الشّياطينِ
أنزَلتَ كَبْشاً فِدىً حَتّى تُعَلِّمَنا
أنْ ما خَلَقتَ دِمانا لِلْقَرابينِ
لَكِنَّ مَن أسرَفوا في قَتلِنازَعَموا:
سَفكَ الدِّما سَنَّهُ مَن شاءَ تَكويني!
حَقُّ الحياةِ مِن الرّحمن قَدَّسَهُ
حتّى القصاصَ بِهِ قد جاءَ يحميني
سُبحانَهُ خالِقي جاءَتْ شَرائِعُهُ
حُبّاً ووِدّاً لِكُلِّ النّاسِ توصيني
فالكُلُّ مِن آدمَ الإنسان قد نُسِلوا
جاءَتْ بِهِمْ أمُّهُمْ والأصلُ مِن طينِ
تُعطي الغِراسُ جَنىً إنْ راحَ زارُعُها
يَرعى لها أمَلاً زَهرَ البساتينِ
أو إن يَشأ غرسَهُ يُعطي لهُ حَطباً
قُلْ إنّهُ بَشَرٌ في عَقلِ تِنّينِ
(1)بِنتَ المسَرَّةِ يانوراً لأعيننا
ياجِلَّقَ الشّامِ يا حِصناً لجيرونِ(2)
(3)يامُقلةَ الشّرقِ هل في الوقتِ مُتَّسَعٌ
نَشوى بِعرُسِكِ ،كي أَشدو عناويني؟
إنّي المَشوقُ إلى لُقياكِ في فَرَحٍ
والحُبُّ غَذّى بِناكُلَّ الشّرايينِ
مِنْ سَمْسَقِ(4)الشّامِ في الأعناقِ تَغمُرُها
أطواقُهُ نَثَرَتْ عِطرَ الرّياحينِ
حتّى يعودَ الهنا والكُلُّ أعلَنَها
سوريَّتي دونَ كُلِّ الفَخرِ تَكفيني
بقلمي:فيصل أحمد الحمود
24/5/2017
****** ******** ******
1-3بنت المسَرَّه ومقلة الشرق من أسماء دمشق.
2- جيرون بن سعد بن عاد الذي يُنسب إليه بناءهاتاريخياً(ويُقالُ أنها كانت تُعرف ب جيرون
نسبةً له).
4-السَّمْسَق:الياسمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح