قصة قصيرة بعنوان : لو رأيتِ ما أرى / للأستاذة مريم كباش

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏



** لو رأيتِ ما أرى :

 ==============

أمي ... أمي ..!! هاتي أذنك أهمس لك : لقد سمعت ذات يوم أن هناك نبيّاً اسمه إبراهيم , عندما أحرقوه بالنّار قال ربُّ العزّة : - يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم .لو تعلمين يا أمِّي كم حاولت تذكر هذه الكلمات عندما رأيت تلك النّار الكبيرة , إلا أنّ ذاكرتي ألجمها الخوف , أردت أن أقول لها أنني بطهر إبراهيم النَّبيّ , وحرام عليها أن تلتهم جسدي الصَّغير , إنَّها مؤلمة جداً يا أُمِّي .. وكبيرةٌ .. ومخيفةٌ .. إلَّا أنَّ أحدهم جاء , وكان يضرب ألسنة اللَّهب لتبتعد عنّي , ثمَّ قال : لا جدوى من ذلك ياصغيري ! لابد أن تأتي معي ... قلتُ له : وماما ؟؟!! ستبحث عنِّي كثيراً , قال لا عليك , ستلحق بك اليوم , أو ربَّما بعد يوم أو بعد بضعة ايام ... سننتظرها عند باب الجنّة , ستفتح أنت لها الباب وتأخذها من يدها لتدلها على مكانك .. أُمِّي ... ! لقد سحب مني شيئاً , وسرعان مازال الألم , أمسك بيدي وطرنا معاً في الفضاء ... رأيت طيوراً مثلي تطير نحو الأعلى .. وكلما عبرنا إلى أعلى تفتّحت أبواب السَّماء باباً ... وراء باب .. وبقي شيء يشبهني جداً تشوهه النَّار ....سألته : مَنْ هذا الذي تركناه على الأرض يشبهني ؟؟!أجابني : رسالة لأمِّك لتعرف أنك بصحبتي , فلا تقلق عليك .. حملني على جناحه الكبير الأبيض الجميل .. وصعدنا عالياً عالياً .. حتى وصلنا إلى باب كبير .. فتحه حارسان جميلان ودودان بثيابٍ بيضاء وتفوح من المكان رائحة العنبر والمسك والرَّيحان .. قالوا بصوت لطيف ووجه بشوش : - أهلاً وسهلاً ومرحباً بالشّهيد .. الطّاهر .. الطَّائر .. ثم أدخلوني إلى مكانٍ رائع خلَّاب يا امي ... فيه ما لا عينٌ رأت .. ولا أذنٌ سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ..!!قالوا لي : هنيئاً لك منزلك الجديد .. هنا اجتمعت بالكثير من الأحبّة " محمّدٌ " الأمين الحبيب وصحبه .. ورأيت النبييّن .. والصِّدّيقين .. والصّالحين .. وكل من أثمر في الدنيا قوله وفعله ...أسرع الجميع لاستقبالي وعناقي .. كم آنسني لقاؤهم !! وكم أفرحني مقامي الجديد ..أُمّي !.. ما أسعدنا في السّماء ! وما أشقاكم على هذه الأرض !أمّي .. ! لو رأيتِ ما أرى لضحكت كثيراً ولبكيتِ قليلاً .

---------------------------------------

ريحانة الشام : مريم كباش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح