قصة بعنوان انتظار / للأستاذة مريم كباش

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏



*** انتظار :

 ========

جلست أنتظرك في اليوم ذاته , عند البيت الذي كان يجمعنا , على نفس الأريكة التي شهدت ضحكاتنا ..أحاديثنا , ونقشت على صعيدها كل لحظةٍ جميلةٍ كانت للذّكرى , أشياؤك المبعثرة على الطّاولة بفوضى غريبة التي أكره كما غضبك حين تعود وأنا في المطبخ لا أزال أعدّ أطيب وألذّ طعامٍ مثلما تحبّ وتشتهي , لازالت صورك المعلقة على حائط غرفتي وجدران قلبي بلونها الطّفوليّ الدّائم الحبّ كخضرة السِّنديان في بلادي لايشيخ أبداً , شاهدة على عميق ارتباطي وتعلقي بك , كأنها تخبرك أن مشاعري المريضة بالشوق يئنّ نبضها بوجعٍ عميق ... هاهي كتبك كماهي على رفوف المكتبة تنتظر يديك بلمسة شغف وعينيك تطالع السّطور كأديب امتهن المطالعة أزماناً كثيرة .. وأنا أرقبك من بعيد وقلبي المغمور بحبك يرتل أدعية التحصين ويبسمل حولك خشية العين .. ومن المعوذات أجعل ورد لساني وأدعية تنطلق من عصافير صدري ترجو ان يحميك ربي من كل أذى ..
حبيبي .. رغم أنّ صقيع الغياب يلف حياتي لكنه لم يستطع النيل من حضورك الدائم في روحي , والذي يجري مجرى الدم في الوريد والشريان , سأظل أردد بتحدٍّ : موتي بعجزك أيتها الغربة اللعينة ! يامن تفرقين الأحباب والخلان , لن تنالي من صوره السّاكنة في حنايا أضلعي , مازلت أعيش على الذكرى الجميلة مستندة على جذع الأمل وأنا أتخيلك .. أشكّل من الياسمين الذي تهواه وأوراق الجوري بلون شوقي صوراً كثيرة لوجهك الجميل , يتأبط ذراعي طيفك الذي لم يفارقني منذ فارقتني بجسدك , يشاركني لحظات انتظارك باسمةً مرةً وباكيةً مرات .. مضطربة ومرتبكة كما الريح تعوي بأركان نفسي .. تتلاعب بأوتار قلبي .. وها أنا ذا أشتم ريحك العاطر كما يعقوب يشتم ريح يوسف , أسمع كلماتك الرقيقة تدندن لي أغنية جميلة في يوم عيدي , أشعر بدفء يديك وأنت تعانقني بفرحٍ طفولي غامر , أتحسس قبلاتك على يديّ وجبيني تطالبني بفيض دعاء ورضى ... عين القلب التي ابيضت من البعد يكفيها الهواء المثقل بعطرك لتبصر وتتنفس بعض حياة وترتسم على وجهي ابتسامة كبيرة وأنا أسمعك تغني كما كنت تفعل كل مرة في مثل هذا اليوم وتردد بحب : ( ستّ الحبايب ياحبيبه ) ....
كل عام وأنت بألف خير يا أمّي .
----------------
# ريحانة الشام : مريم كباش #

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح