قصيدة بعنوان من مفكرة عاشق دمشقي صادق / للشاعر السوري نادر علي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏


(من مفكّرة عاشقٍ دمشقيّ) صادقٍ:
فرشتَ؟!! أين فرشتَ القلبَ و الهُدُبا؟
في لندنٍ ؟!!أم بِروما ؟تدّعي كَذِبا
وهل يغيبُ مُحبٌّ عن حبيبتِهِ
في حضنِ غانيةٍ؟ أَستوضِحُ السببا
هي النساءُ جميعا؟ تلك أُحْجِيَةٌ
فمنْ تكونُ لوليتا؟ من تكونُ رُبا؟
بلقيسُ كلُّ نساء الارض، قلتَ لها
أم قد نسيتَ؟ أمِ الشّعرُ الذي كَذَبا؟
وكيف تمسحُ عنكَ الشامُ ما نَسبوا
إليك؟ حين عققتَ الشامَ مُغترِبا
فالمرءُ يُنسَبُ إن وفّى مدينتَهُ
لها، و إنْ عَقَّ لا يلقى له نَسَبا
فلا المدارسُ بالجهّالِ حافلةٌ
ولا الزواريبُ تستجدي الذي زُرِبا
فكمْ كسرتَ لها الأحلامَ مبتهِجا
و كم سخرتَ بأهلِ الشام مُكتسِبا
أتيتَ من مَدحِكَ الأغرابَ، ممتطياً
جَوادَ دولارِهمْ، لم تعرفِ التعبا
هنا هواكَ؟!! فلا واللهِ ليس هُنا
هُناك ،حيث وجدتَ المالَ و الذّهبا
قبيلةٌ أنتَ .. لكنْ بالرّياءِ وكمْ
رأيتُ دمعَ تماسيحٍ قد انسكبا
أَلمْ أقلْ لك قد رصّعتَها ذَهَباً
-مآذنَ الشام-ِ لمّا حُبُّها ذَهَبا؟
أجلْ، بساتينُها كانت لديكَ، وقد
سرقتَ تفاحَها و الجوزَ و العنبا
و رحتَ تُبحِرُ عنها هارباً ،فَزِعاً
من أن يراك فقيرٌ كرمُهُ نُهِبا
فلا قميصٌ من القمصان تلبسُهُ
إلا وقَدْ قُدَّ ،إذْ قَدّدْتَهُ هَرَبا
أبحرتَ بالجوزِ و التفاحِ مُنْتَحياً
عن الشآم، و عشتَ العمرَ مُنتحِبا
عشتَ الغريبَ، أجلْ، دنيا و آخرةً
فمن يَبِعْ أهلَه؛ لا يربح الغُرَبا
أتسألُ الشامَ عن عينيْ معاويةٍ
وقد كسبتَ لها مثلَ الذي كسبا
لكنْ خيولُ بني حمدانَ في حلبٍ
جالتْ و صالتْ و هاقد طالتِ الشهبا
و استيقظَ المتنبيْ فوق قلعتها
و الحارثُ الحمدانيْ مجدَها خطبا
و أصبحتْ فوق أعتابِ السّما حلبٌ
فكلُّ مفخرةٍ .. إدفعْ لها حلبا
و حمصُ أضحت بحضنِ الحبّ، يحضنها
على الولاءِ، و ديكُ الجنِّ منتصِبا
يا رُبَّ حيٍّ- أجلْ- قبل المماتِ غَدَا
مَيْتاً، و جهلُ الورى يبني لهُ نُصُبا
ما أصبحتْ خشباً أسيافُنا أبدآ
إلا لأنَّ حجاكُم أصبحتْ خشبا
لا تسألِ الشامَ عن صَفْحٍ ،فقد كرهتْ
أمثالَك الشامُ ، إذ ألْفْتْكُمُ جَرَبا
عرّاكمُ الهمُّ لمّا أنْ ألمَّ بها
و ما رأتْ لكمُ باباً و لا عَتَبا
طالعتمُ كتبَ التاريخِ، ليس بها
سوى ابنِ تيميةٍ .ما منَّ أو وهبا
****
يا شامُ .. يا شامُ إني عاشقٌ وَلِهٌ
و لستُ مثلَ نزارٍ، لائماً عَتِبا
و فيكِ أكتبُ من شعري و من أدبي
ما يسحرُ الشعرَ و الكُتّاب و الأُدَبا
إن حاصرتْني بك الآلامُ أغلبُها
بالحبِّ.. فالحبُّ سيفٌ لا أراهُ نَبا
أنا دمشقُ.. دمشقُ الشامِ أغنيتي
و الدّنُّ و الراحُ.. و الرحمنُ قدْ سكبا
و الروحُ تسكرُ في أفيائها طرباً
و العينُ ترقصُ، و القلبُ الذي شربا
****
قد يعذلُ القومُ-بعضُ القومِ- تجربتي
و قد يراني ضعيفُ الفهمِ مضطربا
لكنّني - وَ جلالِ الشعرِ- لو عمدتْ
نفسي إلى الشِّعرِ، أَزْرَتْ بالذي كُتِبا
هوايةٌ هُوَ عندي، لستُ مُمْتهِناً
لهُ.. و لستُ إليهِ الدّهرَ مُنتسبا
أَسْتلهِمُ الحُبَّ والإحساسَ والأَدَبا
من وَحْيِ فِكريْ، ولا أستلهمُ الكُتُبا
نادر علي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح