قصيدة بعنوان هل أتاك حديث السُّجون / يونس عيسى منصور




السجن والأسر هما نفيٌ وخروجٌ من الدنيا ...
وقد عشتُهما ...
فقد كنتُ مسجوناً خارج العراق وليس في داخل العراق ...
ولمدة تسع سنوات عجاف ...
لأسباب يطول شرحها ...
ولم أشاهد طيلة هذه السنوات التسع طفلاً أو امرأة سوى في الأحلام ...
وكنتُ دائماً أردد هذين البيتين ولاأعرف قائلهما ... فقد استدل بهما أحد الفقهاء على أن السجن هو نَفْيٌ وخروجّ من الأرض في قوله تعالىٰ :
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ...
البيتان محل الشاهد :
خرجنا مِنَ الدنيا وَنَحْنُ مًنَ اهْلِها
فلا نَحْنُ بالأحياءِ فيها ... ولا الموتىٰ ...
إذا جاءَنا السجَّانُ يوماً لحاجةٍ
عجبنا !!! وقلنا : جَاءَ هذا مِنَ الدنيا !!!!!!
أما الهروب من السجن فهو من المعجزاتِ !!!
ولذلك أقول في قصيدتي ( بائية الرفض ) :
بائيةُ الرفض ...
✳️ وهي أُولىٰ معلقات العصر الجاهلي الثاني في الشرقِ الأوسط ... ✳️طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
تميسُ كأنها رشأٌ لعوبُ ...
تَقَرْمَطَ نَهدُها ، فغدا شهيّاً
طريّاً ... فهو قُرْموطٌ رطيبُ ...
إذا ظمِئَتْ فجامحةٌ عزومٌ
وإنْ رَوِيَتْ فضابحةٌ خَبُوبُ ...
تهبُّ معَ الرياحِ شذىً يتيماً
كأنَّ عبيرَهُ وطنٌ سليبُ ...
إذا ماهاجَها عهدٌ قديمٌ
تَئِنُّ كأنها عَنَقٌ شَبوبُ ...
تجولُ بيارقاً بيضاً وصبحاً
وقافِيَةً ... تُجابُ وتَسْتَجيبُ ...
تُجاوِرُني وتَعلمُ أنَّ قلبي
شروقٌ لا يُجاوِرُهُ غروبُ ...
فقلتُ لها ، وقد تسمو المعاني
إذا كانَ الحديثُ هوىً يذوبُ :
دعيني إنَّ في زمني مُشاةً
حُفاةً ... والخطىٰ دربٌ مريبُ ...
ولي خلفَ الجدارِ نشيدُ سجنٍ
عقيمٍ ... فهو جلجَلَةٌ رَقُوبُ ...
يناديني ، فتنثَلِمُ الزوايا
ولا من سامعٍ غيري يُجيبُ ...
حملتُ سجونَها عشراً عجافاً
غريباً ... والرؤى طيرٌ غريبُ ...
حملتُ سجونَها عشراً عجافاً
تَغَوَّرَ ماؤُها الطهْرُ السَّكوبُ ...
إذا وَمَضَتْ عيونُ الليلِ نجماً
فإنَّ عيونيَ الكونُ العجيبُ !!!
فياللبرقِ من برقٍ تصابىٰ
وياللرعدِ من رعدٍ يُصيبُ !!!
وياللضابحاتِ إذا ركِبنا
قوادحُها زمانٌ مُسْتَطيبُ ...
كسرتُ سجونَها وسموتُ صقراً
كأنَّ جناحيَ الفتحُ القريبُ ...
كسرتُ سجونَها وحملتُ همّاً
تذوبُ الراسياتُ ولا يذوبُ !!!
كأنَّ الزمهريرَ إذا تمادىٰ
لَهُ في كلِّ جُمْجُمَةٍ دبيبُ ...
كأنَّ عيونيَ الولهىٰ دروبٌ
لخارطةِ العراقِ ولا دروبُ ...
لبستُ الغربةَ الحمراءَ وجهَاً
لَهُ في كلِّ مرحلةٍ نُدُوبُ
ولاويتُ الصعابَ وهنَّ بِكْرٌ
وقارعتُ الشدادَ وهُنَّ شيبُ
أريها العادياتِ تجوبُ ضبحاً
وأني أيّ عاديةٍ أجوبُ !؟
أريها أنَّ بعضاً من صغاري
هُمُ للأسْدِ إنْ وثبوا نُيوبُ ...
أريها أنَّ بيتاً من قَرِيضِي
بثغرِ الفجرِ قرآنٌ عجيبُ !!!
نهضتَ بثِقلِها جبلاً أشَمَّاً
وهل ستُشابكُ الجبلَ الكُعُوبُ !!!
إذا ما مُسْتَريبٌ قد أتاني
يؤوبُ كَمُرْسَلٍ لا يستريبُ !!!
إذا مالامَسَتْني مُجْدِباتٌ !!!
تعودُ جنائناً تلكَ الجُدوبُ
مساراتي مَضَتْ جيلاً وثوباً
لهُ في كلِّ واثبةٍ وثوبُ !!!
مساراتي صَبا نجدٍ عليلٌ
شمالٌ لا تُخالِطُها جَنوبُ !!!
نَهَجْتُ مناهجَ الأعماقِ جَذْراً
لَهُ الإسمُ العظيمُ المستطيبُ
وُلِدْتُ معارِضاً ونشأتُ رفْضاً
وجئْتُ وجاءَني الأُفُقُ الرحيبُ ...
ليعلمَ مَنْ رقىٰ أفقَ المنافي
بأني حيثما أنأىٰ أطيبُ ...
فقلْ للأمّعاتِ كفى نعيقاً
وعاراً ... فالخَبوبُ هو الخَبوبُ ...
وقلْ للإنبطاحِ خسئتَ نفساً
وقلباً حينَ تُمْتَحَنُ القلوبُ ...
وَذِيْ نَفَسُ الملائكِ ... والوجيبُ ...
وطيبٌ ... إن تَضَوَّعَتِ الطيوبُ ...
إذا آحكامُهمْ فُرِضَتْ وُجوباً
فرفضُ الباطلِ الحكمُ الوُجوبُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
تُسائلُكَ الهوىٰ ... وهوىً تُجيبُ ...
إذا رَبُعَتْ فمزهرةٌ عشوبٌ
وإنْ مَحُلَتْ فشاحبةٌ جَديبُ ...
تُريني جاهلياتِ القوافي
وكيفَ عُكاظُها وّدْقٌ صَبوبُ
تُريني أنَّ هذا العصرَ هَمْزٌ
وشيطانٌ يُصيبُ ولايَخيبُ
تُساجلُني مُعَلَّقَتي وتبكي
كما تبكي شبابَ العمرِ شيبُ :
بلاءُ العُرْبِ قاموسٌ مُشيبُ
تَوَلّدَ منهُ حرفٌ لا يَشيبُ !!!
يسيبُ مع الزمانِ كطيفِ رعْبٍ
بقافلةِ العمىٰ ... وعمىً يسيبُ !!!
بلاءُ العُرْبِ تأريخٌ ودينٌ
سِفاحاً منهما وُلِدَتْ ( شَعوبُ ) !!!
فلا التأريخُ يسترُ خُصْيَتَيْهِ
ولا الدينُ الذي يُخصي يتوبُ !!!
ولا من غابرٍ أفتى رشيدٌ
بأنَّ عواقبَ الفُتْيا حروبُ !!!
رؤوسٌ قد عَفَتْ كديارِ هندٍ
عشيةَ ربعِها طَلَلٌ كئيبُ ...
جِمالٌ سُرِّبَتْ في كلِّ وادٍ
دهوراً ... فهي هائمةٌ سَروبُ ...
فغرباً أيها العربيُّ غرباً
فقرصُ الشمسِ يحضنُهُ الغروبُ ...
ولا تخشَ الفناءَ بجوفِ بحرٍ
فإنَّ بلادَك الذبحُ الطلوبُ !!!
وطلِّقْ دينَكَ الأعمى ثلاثاً
فدينُ القومِ إسلامٌ كذوبُ ...
رواياتٌ مُزَيَّفَةُ المعاني
لها في كلِّ مجزرةٍ نصيبُ
رواياتٌ مُسَرْطَنَةُ الخفايا
بألفٍ قد مَضَتْ هَدَراً تؤوبُ !!!
رواياتٌ مُفَخَّخَةُ الزوايا
يُفَجِّرُها متىٰ شاءَ الخطيبُ ...
بإسمِ الله كم سُفِكَتْ دماءٌ !
وكم أخْنَتْ علىٰ بَشَرٍ ( شَعُوبُ ) !
شقاءٌ عاثَ في شرقٍ بليدٍ
قروناً ... فهو مُنْحَدَرٌ جَبوبُ ...
فهلّا نرتقي سبعاً شداداً
فهٰذي الأرضُ قاحِلَةٌ جديبُ !؟!؟!؟
فقلتُ لها : سماواتي ثمانٍ
وثامنةُ السَّمَاوَاتِ الحبيبُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
لها في ضابحاتِ الوَحْيِ طيبُ !!!
وأني شاعرٌ ماباعَ شعراً
ولن يُشْرَىٰ ... وقد يُشْرىٰ الأديبُ ...
ولستُ مُتابِعاً درباً... فمثلي
إذا ماسارَ تتْبَعُهُ الدروبُ ...
تُجالِدُني علىٰ الكلأِ الجُدوبُ
فَتُخْزىٰ ... والجُدوبُ هِيَ الجُدوبُ ...
وترميني الخطوبُ بكلِّ عَيْبٍ
وَلَيْسَ سوىٰ مُعَلَّقَتي عيوبُ ...
غيوبُ الخلقِ مرعبةٌ وَلَكِنْ
غيوبي لاتُشابِكُها الغيوبُ ...
وقد أُرمىٰ بزندقةٍ وكفرٍ
فلا هذا ... ولا ذاكَ ... المصيبُ ...
عَرَجْتُ بأبجديّاتٍ عَروبٍ
فَوَحْيِيْ أبجديّاتٌ عَروبُ ...
عقابٌ جارحٌ شَرِسٌ طلُوبُ
هصورٌ ضيغمٌ سِيْدٌ وَثُوبُ ...
تقارِعُني الليالي بالليالي
ويَرميني النهارُ فلا يصيبُ ...
وتندُبُني المنايا للمنايا
فلا قدري يُجيبُ ... ولا أُجيبُ ...
لأَنِّي ماخُلِقْتُ لِسوطِ فكرٍ
ولكنّي المريبُ المسْتَريبُ ...
وتلك غريزةُ الأسرارِ تمضي
إلىٰ غَدِها ... وبعدَ غَدٍ تؤوبُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️شعر : يونس عيسى منصور ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح