قصيدة بعنوان ويبقى الياسمين / للشاعر محمد الدمشقي





و يبقى الياسمين :
سكبَ الضياءُ على جبينِكِ أنجُما
و سقاكِ حباً في القلوبِ ترنَّما
....
فغدوتِ رغمَ الآهِ أبهى دُرَّةٍ 

و صنعتِ من دمعِ اشتياقِكِ بلسما....

يا بسمةَ الحزنِ اسكني في مهجتي

قلبي بحبِّكِ نحو جنَّتِهِ سَما ....

سجدَ الحنينُ على ترابِكِ خاشعاً

صلَّى عليكِ الكبرياءُ و سلَّما....

لم تركعي و الموتُ يبسطُ غيمَهُ

و بقيتِ مشرقةً و غيرُكِ أظلَما....

طالَ اصطباركِ إنما لم تجزعي

مهما الأنينُ على ضلوعِكِ خيَّما...

حاصرتِ نزفَكِ و احتويتِ صراخَهُ

فغدا شموخكِ للحيارى ملهِما....

كتبَ الهوى فيكِ القصائدَ كلَّها

 و كأنه منكِ الغرامَ تعلَّما....

في كلِّ جرحٍ أقحوانُكِ مزهر

ما زال يشدو حالما متبسِّما

....الورد ينهل من شذاك أريجَهُ

والياسمينُ إلى مواجعِكِ انتمى

....ما زلتِ فاتنةً و قدُّكِ أهيَفٌ

رقراقةٌ و الحسنُ فيكِ تكلَّما

....من بين آهاتِ الدروبِ و حزنِها

بردى يميسُ عليكِ صباً مغرما

....يسري كنورٍ في شغافِكِ لاثماً

وجناتِ دمعِكِ و المحاجرَ و الفما.....

يبكي بصمتٍ حين يغمرُكِ الأسى

و يضيءُ شمعَ الأمنياتِ متيَّما.....

و لقاسيونِكِ جبهةٌ وضَّاءةٌ

و عيونُ نسرٍ واثقٍ يحمي الحمى

......لم يستكنْ يوماً لغدرٍ مارقٍ

بل ظلَّ خفَّاقا يحلِّقُ في السَّما.....

صبوا عليكِ جحيمَهم و ظلامَهم

و كأنما ليلٌ عليك تجهَّما....

فارتدَّ كيدُ المجرمينَ ندامةً

لا ما رميتِ و إنما ربي رمى

 .....فأعدتِ فجرَكِ من براثِنِ حقدِهم

و حمامُ طهركِ فوق ناركِ حوَّما......

فاحفظْ إلهي شامَنا تلكَ التي

من أجلِها رخَّصتُ روحي و الدَّما

محمد الدمشقي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح