قصيدة بعنوان الرّحيل / للشاعرة مريم كباش

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏


** قصيدة الرّحيل : 

===========

رحل الذين فراقهم لي موجعُ

ماعادت الآمال عندي تسطعُ

ماكنت أحسب بالغياب سأُبتلى

والقلب بعد رحيلهم يتوجّعُ

يادهر تظلمني ببعد أحبتي

إنّ الفؤاد بحبهم متولّعُ

إنَّ الذين نعيتَ لي بفراقهم

قد أسهروا عيني وروحي أوجعوا

من يوم أن نصب الفراق شباكه

وأنا لأشواقي وحزني أرضعُ

وذئاب خوفي تستبيح حشاشتي

والدّمع في عيني يجول ويرتعُ

والغائبون عن العيون مكانهم

في القلب لا لم يبرحوا لم يطلعوا

لهفي على رؤيا الأحبّة ليتني

فارقت أنفاسي وهم ماودَّعوا

ودّعتهم والدّمع يجري بيننا

والقلب يركض خلفهم يتتّبعُ

ورَنَوا إليَّ بطرفهم عند النّوى

فشعرت روحي للممات تُشَيَّعُ

لمَّا أشارت للوداع أكُفُّهم

سقط الفؤاد بحزنه يتقوقعُ

مازلت أسأل في اندهاشة خافقي

 ياويحها الأيّام روحي تفزع

 حتّامَ يأخذنا النَّوى لجحيمه ؟

غُصصَ الشَّقاء وحسرةً نتجرَّعُ

واهاً على عيشٍ مضت أفراحهُ

فاض الأسى بسيوف حربٍ تُشْرَعُ

ياوحشة الأيَّام بعد رحيلهم

والعمر في منفى العذاب مُضَيَّعُ

نعق الغراب على خرائب وحدتي

حزني تردّده الجهاتُ الأربعُ

لا الدَّار بعدهمُ كما كانت ولا 

شمس السّعادة في حياتي تسطعُ

مذ فارقوا لاشيءَ يفرح خافقي

ماعاد صبري والتَّجلدُ ينفعُ

وحدي أنا والذّكرياتُ تحيط بي 

والآه تصرخ في الحشا وتلعلعُ

رحلوا وخلّوني ودمعي والأسى

 قلقاً وهمَّاً في الحنايا أودعوا

عينايَ تشهد والفؤاد بأضلعي

أنِّي على زمن اللّقا أتفجَّعُ

وتظلّلُ الآمال حلماً هارباً

ياليت أنَّا للغياب نودِّعُ

يبقى على شفتي سؤالٌ حائرٌ :

أتُرى إلى زمن التّلاقي نرجعُ ؟

وطرقت أبواب الكريم بأدمعي

ويد الرّجاء مع التّضرع أرفعُ

فلعلّها الآمال يبزغ فجرها

ولقا الأحبّة بعد نأيٍّ يلمعُ

هتف الرّجاء كما الطّيور مغرّداً :

إنَّ اللِّقاء هو النّشيدُ الأروعُ

أحبابنا في قربنا كل الهنا 

فلتفرحوا بلقائنا وتمتعوا

 -------------

ريحانة الشام : مريم كباش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح