قصيدة بعنوان قارورة الورد / للشاعرة مريم كباش

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏ و‏طبيعة‏‏‏، ‏نص مفاده '‏بمناسبة عيد المرأة‏'‏‏


وقارورةٌ والورد فاحتْ خمائلُه
زُجَاجيَّةُ الإحساس إنْ لام عاذلُه
وكفٌّ مُحنّى بالعطايا سيولها
كبحرٍ وسيعٍ ليس يُدرَكُ ساحلُه
وحضنٌ حوى دفئاً وعطفاً ورقَّةً
وخيراً , كمُزنِ الغيث سَحَّاً هواطلهُ
تطلُّ من الأحلام حوريَّةُ الهوى
على عاشقٍ قد أرَّقَتْهُ شواغله
وتلبسُ من عشتارَ ثوبَ جمالها
ومن غنجِ حوَّاءَ الغرامَ تًخاتلُه
تراها كما ليلى يداعبُ قلبها
شعورٌ إلى قيسٍ يروحُ يغازلُه
وأمٌّ رؤومٌ بالحنان تضمُّنا
يداها لأنفاس الدُّعاء تناولُه
ويابسمةً مشغوفةً بعناقها
وتقبيلها , والشَّوق ينهلُّ وابلُه
هي الأختُ , أو بنتٌ ونزهو بحبٍّها
كنجمٍ نراها لا تُطالُ مداخلُه
لها في مدى التَّاريخ ذكرٌ وسمعةٌ
وترفعها فوق الزَّمان أناملُه
" فزنوبيا " بالعدل ساست بلادها
تُذِّلُّ الأعادي , والفتوح تقابلُه
لها رفعةُ ا"لخنساء" عند مصابها
تلامسُ أُفْقَ الكبرياء تطاولُه
وتأخذُ قلباً من "خديجة" صادقاً
تمدُّ الوفا للزَّوج ودَّاً يكافله
وفاطمة الزَّهراء بالنُّور تنجلي
وفي قلبها الإيمان فاضت نواهلهُ
ومن زوجةِ الفرعون نالت تصبَّراً
و"مريمُ" منها الطُّهرُ تحلو شمائله
ومن عقل "بلقيس" الحصافة والنّهى
وبنت ضرارٍ كلَّ طاغٍ تقاتلُه
و"رابعةُ" منها العفاف مع التُّقى
وفي كونها الإجلال بالنّور تواصلُه
هنا صوتُها الأحلى تقدَّسَ سرُّهُ
هنا همسُها الصُّوفيُّ عشقاً تراسلُه
هنا لبوةٌ عزماً وحزماً تألَّقت
تغير على الباغي فتَفنى هياكلُه
إذا الدَّهر بالأرزاء يطرق بابها
فبالصبر والإيمان تُطوى غوائلُه
شقيقةُ آسادٍ تصون ترابها
تصول بساحٍ للمعادي تُصاولُه
تقدَّسَ منها الفعل تبذرُ طَيِّباً
ومحصولها بالخير تنمو سنابله
وتسعى إلى العلياء للمجد تقتفي
وتسري إلى يأس الحياة تُنازلُه
وكم أبدعت في القول حرفاً وفكرةً
وكم أسعدت مَن بالقريض تساجله
وتهمسُ في أُذْنِ القوافي نشيدها
كطيرٍ , وقد فاقتْ لغاتٍ رسائلُه
أيا بهجةَ الدُّنيا وأنت نعيمُها
أيا نبضَ عُمْرٍ لا تُعَدُّ فضائلُه
ويامنبعاً للأمنياتِ وروضَها
وياصوتَ حُبٍّ أطلقته بلابله
فلولاكِ ماعمَّ السَّلام بموطنٍ
ولا سال في أرض الحياة سوائله
صنعتِ عُظاماً سقتِ خيلَ نجاحهم
إلى موردٍ ماخاب يوماً آمله
وربَّيْتِ مَن صان البلاد بروحهِ
هُماماً أبى أنْ يحملَ الضَّيمَ حاملُه
أيامرأةً من ضلع آدم طينها
وأنثاكِ لا زالت بحبِّ تعامله
وبالفضل لا زالت سجاياكِ تلتقي
كبدرِ أحاطت بالوجود منازلُه
وتحتك جنَّاتٌ , وربِّي أعدَّها
وفوقك قول المُصطفى ودلائله
إليكِ وعنكِ الشِّعرُ يغزلُ حرفهُ
رسولاً إلى عينيك تُهدى حمائلُه
سلاماً نساء العالمين تحيَّتي
وفي عيدكنَّ الورد يُهدى جدائلُه
سلاماً نساء الشَّام أنتنَّ فخرنا
وأنتنَّ في مجرى الزَّمان أصائله
------------------
البحر الطَّويل
ريحانة الشام مريم كباش
كل عام وأنتنَّ العيد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح