قصيدة رائعة بعنوان لا تحسب الشعر / للشاعر التونسي المبدع محرز بن زايد

صورة ملف ‏‎Mahrez Benzayed‎‏ الشخصي ، ‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏وقوف‏‏‏‏


لا تحسب الشعر أوزانا كتبناها
بل إنه الدمع من عين ذرفناها
وإنه الروح ضجت من مآسيها
وحين ضاعت أحاسيسا جمعناها
وحين جاءت لنا الدنيا بزخرفها
عنها التفتنا وزهدا قد تركناها
فكم بحثنا عن الدنيا وزينتها
وكم تعبنا ولكن ما أخذناها
وكم شقينا وكم ضاعت لنا فرص
وكم مياها سقينا ما شربناها
وكم علونا وكم دانت لنا قمم
وكم حروبا مع الأعداء خضناها
وكم طرائد في غاب قتلناها
وكم غنائم من حرب غنمناها
وكم فهمنا عن الدنيا وقسوتها
وكم درسنا علوما ما فهمناها
وكم أسفنا على وقت نضيعه
وكم سعدنا بآيات تلوناها
وكم لعبنا ولا هم يؤرقنا
وكم سعدنا بأوقات عشقناها
وكم تطير بنا الأحلام في صغر
وإذ كبرنا بحثنا ما وجدناها
وكم بكينا على خل يفارقنا
وكم خليلا وكم إلفا بكيناها
وكم تكبل أيدينا إلى وتد
وكم نجوما زمانا قد لمسناها
وكم يرف فؤادي نحو بدر دجى
وكم تناسى ولكن ليس ينساها
وكم زرعنا ولكن ليس نحصده
وكم جنينا ثمارا ما أكلناها
وكم قوافي أتت جدا مزخرفة
وكم خجلنا وكم عنكم كتمناها
وكم بروجا بهذا القلب قد هدمت
وكم بروجا كأطواد بنيناها
وكم تضج قوافي الشعر ثائرة
وكم تجود علينا لا عدمناها
وكم شبابا لهونا دون مفسدة
وكم شيوخا أقمنا في مصلاها
وكم جراحا نزفنا دون ما سخط
وكم دروبا على جمر مشيناها
وكم أكلنا طعاما حنضلا مرا
وكم من السم أقداحا شربناها
وكم نبيت مع الأحزان نحملها
وكم هموما إليكم ما أريناها
وكم رأينا من الأهوال من صغر
وكم نصالا بأيدينا نزعناها
وكم جراحا كما الأنفاس تصحبنا
وكم جراحا على ماض نزفناها
وكم غرسنا ورودا في الطريق لكم
وكم جنينا جراحا ما غرسناها
وكم أقول وكم في القلب من علل
وكم رسائل لا تدرون فحواها
وكم تلف رياح الحزن قافيتي
وكم من الهم يبدو في محياها
وكم يجود يراعي حين أرسله
ورغم ذلك لا تدرون معناها
وكم لقيت من الآهات في كبدي
وكم كتمت وكم قلبي تحداها
وكم نزفت دما من حزن قافيتي
وكم مواويل حزن قد عزفناها
وكم تضيق قوافي الشعر واحزني
وكم تضيع كسفن ضاع مرساها
وكم تطيش قوافي الشعر من سقمي
كما تطيش سهاما غاب مرماها
وكم تموج بنا الأرواح في لجج
وكم تريد مسيرا نحو مولاها
محرز بن زايد 🌷بحر البسيط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح