قصيدة رائعة بعنوان يابن النُّور / للشاعر السوري المبدع حسن عبد الحميد حسين

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏




(يا ابــن النّـــــور)
*********************
تفكّـر ســاعةً.... وانـظـرْ وأبـصرْ! بسِــفـر الكون والتّاريـخ..... واقــرا
تـجد فـرعـونَ مـع هـامـــان صـارا عِـظــاماً في دُجى الأرمـاس نـخـرى
وذا القـرنـيــن والـنّـمـرود قَـبـــــلاً وكم من بعدهم كِسرى00وكِسرى!
هــمــا يــومــان : ذا عذبٌ فـــراتٌ وذاك أُجـــــاجُــــه يــأتيــك مُـــرّا!!
فــلاحُـــك أيُّـها الإنســــانُ..... بِـــرٌّ فـأمسك بالهُدى (نـــهـيــاً وأمـــرا)
وإن أفــرطـــت في ذنـبٍ وعـيـبٍ!! فســـلْ مــولاك غُــفــرانــاً وسَــتـرا
صـبورٌ ربُّــنا..... عــدلٌ ...ولكـــن إلامَ يــتـــركُ الطُّــغـيــانَ صَـبــرا؟!
فســــاعةُ عـدلـــه الموعـود تدنـو! ســتـأتي بغـتـةً..... والنّاسُ حيرى!
بــراك اللهُ يـــا ابـــن النّــور حُــــرّا لتســـبــرَ واســـعَ الأكــوان سَــبرا!
وإنّ الحُــــرَّ لا يـــرضى بـأســـــــرٍ وكم في النّاس من سكرى وأسرى!
فـكــــــن لله عــبــداَ مُطـــمـئِــنّـــــاً أضــــــاءَ القلبَ بـــالإيـمان فِـكــــرا
فـقـد بُـلِّغـت لــو أنـصــتَّ سَـــمـعـاً وقــد أُوسِــعـتَ إذ عُــمِّــرت عُـذرا!
فبــالقــرآن كــم شُـــرِحت صٌـــدورٌ ألا فـاشــــرحْ بـذكـــــر الله صَـــدرا
وحـــــلِّ النّـفسَ بـالآداب تــــــــزكُ وأبـعـــــدْ عـنها خـنّـاســــاً وعُـهرا
لها في الصّــوم مَطـهـرةٌ فـتـصـفـو ويـعـذُبُ وصـلُـهـا بــالله فِــطــــــرا
وفي المحــــراب إن قـامت وصـلّت عـلَـت في نفـســـها والنّـاس ذِكـــرا
فـرتِّلْ في الدُّجى السّاجي كِــــتـابــاً عُـجـابـاً قـد حــوى هَـديـاً وذِكــرى
وحُـزْ أنســــاً ومِعــراجــاً وقُربـــــاً إذا لازمـــتَ تـقـوى الله جَــهـــرا
ودعْ عِـصـيــانَه في السِّـــرِّ تـأمــنْ عــــذاباً يـصـعــقُ الطّــاغوت ذُعـرا
إذا أحســنتَ فـي الأعـمـــال صُـنعـاً كـســبـتَ ســـعـادةَ الـدُّنيــا وأُخــرى
فخَفْ ربّاً..... وذَرْ ظـنّاً..... وحصّلْ يـقــينـاً لم يُشَـبْ - كالماس -غَـبـرا
على البُرهـــان فـاستخلصْه دِيـنـــاً عن اللاهـــوت بــالإنـــذار يـتــرى!!
ففي الإســـــلام لـلـدُّنيــــا ســــــلامٌ وتـمّـت بــالهـدى نُـعـمى وبُـشــرى
فكـــلُّ النّـاس إخـــــوانٌ سَـــــــواءٌ وأتـقـى الخلق أبـــرا الخلـق وِزرا!
دع التّكـــفـيـرَ فـالتّـفـكــيـرُ أولـى!! وربُّـــك وحـــــده بـالغـيـب أدرى!!
فـلســتَ اللهَ كـي تُحيِ!.... وتقضي على الأغيــارِ إعــدامــاً! وكُــفرا!!!
تعرَّفْ.....حـــاورِ الأخيـــارَ...ترقَ وشــــاور عـاقــلاً فالأمـرُ شـــورى
وأوجــــزْ إن تُــــردْ نـطـقــاً كــلاماً فكـــم من مُكثـرٍ قــد قــال هُـجرا!!!
ولا تقربْ أخــا فُحـشِ....وحمقى!! وأجـمـِلْ إن لـهـم أظهـرتَ هَـجـــرا
بصــبـرٍ فـاصحـبِ الأيّـــــامَ تغـنــمْ! ولـــــو كابدتَــهـا سَـــقَـمـاً وفَـقــرا
فكــــــم لله ألـطــافٌ.... خَـفـــايـــا! بُـعـيـدَ الصّبـر تجني الضّعـفَ أجرا
وأتقى النّاس أكــــرمهم جـمـيـعــــاً - ولو لم يمتـلكْ مالاً – وأثــرى!!
بــــــراك الله يا ابن النُّـــــور حِسّـاً بـــه تشــــتمُّ في الأزهــــار عِـطرا!
وتُبصــرُ وشـــيَ ألــــوانٍ حِســـانٍ كســـــاها اللهُ للبُســــتــان نَـضْــــرا
ربــيـعـــاً يُـوسِـعُ الـرُّؤيــا جَـمالاً!! إذا مــا الغـيـــمُ روّى التُّـربَ قّـطــرا
وليـلاً كـــــم بــدت فيـه نُـجــــومٌ!! تشــعـشـــعَ دُرُّهـــا في الأفْـق نَثـرا
وتســـمعُ بُلبـلاً في الرّوض يشـدو بلحـنٍ يُطــــربُ الأســـماعَ فجْـــــرا
ونبــعــاً ســـــلســـلاً يجري اختيالاً وينشُـــرُ حـولـــه خيـراً وبِـشــــــراً
وتلمسُ سُــــندســـاً غـضّــاً طـريّـاً فـتُـبــدعُ ريشــــةٌ فـنّــاً وشِــعـرا!!!
فهِـمْ بالحُســـن فـي خَـلقٍ! وحـقٍّ! تَعـصَّــرَ سِــحـرُه الـلألاءُ خـــمــراً!
أليســـت حكــــمةُ الخـلّاق تـبــــدو بكــــلّ مُكـــــــوَّنٍ يفـنى ويُـبـــرا؟!!
جـمــالُ الله في الأشــــيــاء يُـجــلى بــديـعـاً يُـسـكِـرُ الأحداقَ سِـحرا!!!
ويَـبـهـرُ - مـن لـه عـقـــلٌ تـمـلّـى وقـلـبٌ مُـرهـفُ الإحسـاس - بَهرا!
براك الله يــا ابن النّــــور نـفـســــاً تنفّـسَ بحـــرُهــــــا اللُـجــيُّ دُرّا!!!
فلِجْ أعماقَها..... واجـلُ سَــــناهــــا تــــرَ في أفـقـها شــــمسـاً وبـدرا!!
تــألّــــهْ!! أنتَ للـرّحـمــن مـجـلــى كـــما للنّــور في المِـرآة مســـرى!
وخُـذ من هــذه الـدُّنـيــا خُــروجـــاً بـمـوتِ الجـهـل قـبـل المـوت قبـرا!
بـــــراك الله يا ابن النّـــــور عـقــلاً عــــــلا في عِـلمه للعـرش قـــدرا!!
إلــهاً إن تشـــا أصبحـتَ! لكــن.... بـقُــــدرة مُــنـعــمٍ لا زال بَـــــرّا!!!
بــــــه أدركـــتَ أجـــــــزاءً وكُــــلّاً وجمعَ عناصرٍ كــــــيفـــاً وقــــــدرا
فـــرُحــــتَ تُـفجِّـــــرُ الذرّاتِ نــوراً وتبسطُ سُــــلـطةً بَـــــرّاً وبَحــــــرا
وكــم فجّــرتَـها نـــــاراً تـلـظّـى!!!! تـــــذُرُّ الـرُّعـبَ بين النّــاس ذرّا!!
ترى الأطفـالَ أشــــلاءً! ضـحـايـا!! فـلـم تخجــلْ!! وقـد جئتَ الأمَـرّا!!
رُويــــداً أيُّــهـا المغـرور .....مـهـلاً أفـقْ من غـفـلـةٍ....بالغتَ سُكرا!!
ســـتـمـثُـلُ صـاغـراً عـبـداً ضعـيفـاً مــروعــاً! إذ تـرى بعـثاً وحشرا!!
فمن لم يرحــمِ الثّـكلى...... اليتامى! فليـس حســابُــه عفواً.....ويُسـرى
ولكــــن ظـلـمة النّـيـران تــغــلي!! تفـــورُ بغـيظها – عدلاً - وتضرى
بــراك اللهُ يــا ابـن النّــــور قــلبـــاً يفيـض عـواطـفـاً بالشّوق حـرّى!!
فلا تــمـلاهُ أحـــقـــاداً ورِجـســــاً!! لكـي لا تجني يـوم الحشـر خُسـرا!
ولا تجــعـلْــه للشّــيطــان مـــــأوى فتـردى إن يفِضْ في الأرض شــرّا
ولكـــن قِـــدْ بـــه مِصــبـــاحَ حُــبٍّ فيـنـضـــح رحمةً وشـــذىً وطُـهـرا
فــإنّ القــلـــبَ للـرّحـمـن سُـــكـنـى إذا الإيــــمــانُ في القـلـب اسـتـقـرّا
بــراك الله يا ابن النُّــور رُوحــاً طوى الأكـوانَ والأزمـانَ سِــرّا!
بنفخـة رُوحــه أصبحتَ حيّــاً!! درى الأســماءَ والأشـياءَ طُرّا!!
خليفةَ ذاته في الأرض تسعى!! فهلّا عبدتَه طَـوعاً وشُــكـرا؟؟!!
حـذار بالغِـنى تغـوى وتـطغى!! وتُفسدُ في الورى كِـبراً ونُكـرا!
بفرش المهد قد أُعطيتَ مِتـراً!! وعند اللحد قد يــزدادُ متـــرا!!!
ســتمضي مُفرداً في الرّمس تُلقى! ولـــو مُلّكـتَ وزنَ الأرض تِبرا!
فخيرُ الزّاد إحســانٌ.... وتقـوى ألا فاجعلهما ذُخـــراً..... وجِسرا
تذكّـــرْ إن تعِـشْ عُــمـراً تمادى ستثوي في الثّرى بالموت دهرا
وبعـد الموت يـبعـثُـنـا إلــهٌ!!!! إليـه تُنشــرُ الأمواتُ نَـشــــرا!!
فمَن مِيــــزانُــه بالخيــر يـعـلــو قريـرَ العـين في الفِردوس قـرّا!
ومَن في شــرّه قــد كــان يـعـتو سيصـلى في لـظىً لهـباً وجـمرا
_______________
حسن عبد الحميد حسين
(أبو لقمان)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة بعنوان حبّك يكبر / للشاعر جعفر الخطاط

قصيدة بعنوان رسالة الأميرة / للشاعرة مريم كباش

قصيدة بعنوان لا تطرق الباب / للشاعر منهل الملاح